يبدو أن الإخفاق والوجع في ممارسة الحياة، يدفعانا نحو الإبداع، فقد تناقل هو بين الفنون التشكيلية، نحت ورسم وخط ثم أرسى سفنه عند كتابة حكايات لوحاته تلك على الورق بالحروف، فصار قاصّاً، ليعود بعدها ويحتضن اللون الذي كان مرساه الأخير، عن القاص والتشكيلي
يبدو أن الإخفاق والوجع في ممارسة الحياة، يدفعانا نحو الإبداع، فقد تناقل هو بين الفنون التشكيلية، نحت ورسم وخط ثم أرسى سفنه عند كتابة حكايات لوحاته تلك على الورق بالحروف، فصار قاصّاً، ليعود بعدها ويحتضن اللون الذي كان مرساه الأخير، عن القاص والتشكيلي يحيى جواد، الذي رحل ولم يجد عنه الكُتّاب والنقاد الكثير من الآثار، ليحتفي الاتحاد العام بالأدباء والكتاب في العراق، بيحيى جواد القاص خلال محاضرة تحمل عنوان "مشعات اورفيوس في رعب يحيى جواد " والتي قدمها الناقد اسماعيل ابراهيم العبد، مساء يوم الأربعاء الفائت، والمصادف 19 تموز 2017 على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد...
الكاتب والقاص محمد علوان ، أشار إلى منجز يحيى جواد بشكل مختصر من خلال تقديمه لتلك الجلسة وقال "لقد كتب القاص محمد خضير عن غلاف كتاب " الرعب والرجال " للراحل يحيى جواد، قائلاً، الغلاف مصمم بفضاء ضيق من المحددات الخطية يتخللها كائن ضيق محدّد بشاشة زرقاء، يشير الى كائن مبهم لكفي يديه المقطوع الأصابع". وأكد علوان قائلاً " إن الحديث عن يحيى جواد طويل جداً، واليوم سنحتفي به ليس كفنان تشكيلي لا بل كقاص، والاحتفاء به هو مبادرة لنزيل من خلالها الكثير من الأسماء التي طالها التهميش والنسيان".
أيضاً تخللت كلمة مقدم الجلسة تعريفاً بمحاضرها، حيث قال علوان "إن محاضرنا الناقد اسماعيل ابراهيم العبد، من مواليد بابل، صدر له العديد من الكتب منها: دور التماثل في النصوص، منشئيات من القص، القص وحدة نصية، القص المنجز آليات متقدمة، الرواية العراقية الى مابعد الانشائية، وغيرها، كما نشرت له المجلات العراقية الكثير من الاعمال ولديه كتب كثيرة معدّة للطبع منها، فوتو قص، وكتب أخرى".وخلال محاضرة الناقد اسماعيل ابراهيم العبد ذكر أن الجلسة اليوم مخصصة لاستعادة ذكرى أحد المبدعين الكبار في الثقافة العراقية، مُبيناً "أن يحيى جواد عُرف فناناً وأديباً وحداثوياً وبصورة سريعة سأتحدث عن سيرته، فقد ولد في بغداد 1929 ونشر أوّل قصة سنة 1946 في جريدة الكرخ بعنوان" احياء واموات " وهو من اوائل المشتغلين بالحداثة سواء في القص والرسم".
صدرت له مجموعة " الرعب والرجال " عام 1978 من دار الشؤون الثقافية توفي سنة 1984، أقيم له استذكار وحيد في العراق عام 1988، وهنا يذكر محاضر الجلسة أن "الفنان عادل كامل أعدّ صفحة كاملة عبر الانترنت ودوّن فيها آراءً نقدية لعدّة كتاب حول اعمال هذا الفنان".
ويتحدث الناقد عن المشاكل التي واجهته حين أسس لبحثه عن يحيى جواد ويقول "إن مشكلة البحث عن اسماء مهمة في العراق تواجه مشكلة اننا لا نملك إرثاً لهؤلاء، فيحيى جواد واحد ممن اوجدوا أسساً كثيرة للفنون، ولكن لم يجد لها أصولاً كثيرة ، قمت بالبحث عنه واتصلت ببعض العارفين بشأنه مثل محمد جبير، عدنان القرة غولي، محمد يونس، مقداد عبد الرضا ومؤيد البصام، وشوكت الربيعي، ولقد تعاونوا معي، وتوصلت أن هناك كتابين، الأول أعده شوكت الربيعي والثاني اشرف عليه أيضاً، وهو عبارة عن شكل موجز للفنانين وتخطيطات لأعمالهم، كل فنان على انفراد تحت اسم مجلة التشكيل".
وأشار العبد قائلاً "أيضاً هنالك فيلم انُتج من قبل بسام الوردي عن الراحل، وعندما اتصلت بمقداد عبد الرضا، قال إنه اعطاه لرياض علوان ولم يعده، ولم استطع الحصول على الفيلم، وأيضاً سجل له علاء المفرجي فيلماً في أوقات حياته الأخيرة، إلا اني لم احصل على نسخة من هذا أيضاً، لهذا يموت المبدع بكل ما فيه من ضجيج ودون أن يترك أثراً".