التظاهرات الاحتجاجية للضغط على الحكومة واطرافها السياسية لتنفيذ " إصلاحات تاريخية "توفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وفرص العمل للعاطلين ومكافحة الأمية ، وتحقيق العدالة الاجتماعية مستمرة منذ اكثر من عامين، لكنها لم تحرك ساكنا لإصرار أصحاب القرار على وضع العجين في أذانهم ، تطبيقا لقاعدة غلق الباب لمنع الريح من ازعاج المستريح ، في ضوء ذلك لابد من البحث عن وسائل جديدة للضغط وهناك تجارب وأساليب بالإمكان استخدامها لجعل الاحتجاج الشعبي اكثر تأثيراً وفاعلية.
مدينة سان دييغو الأميركية، اعتادت في يوم محدد من السنة إقامة بطولة للضحك ، يشارك فيها آلاف الاشخاص يمتلكون قدرة على إضحاك الجمهور بأطلاق النكات البريئة والتعليقات على قياديي الحزبين الجمهوري والديمقراطي . اصحاب المواهب لهم مطلق الحرية في أداء أدوار تمثيلية تتناول المسؤولين والسياسيين ، بارتداء اقنعة وجوه الرئيس الأميركي دونالد ترامب او كريمته ايفانكا وزوجها المهتم جدا بالشأن العراقي . مهرجان الضحك في المدينة الأميركية كاريكاتير حي ومزاح من النوع الثقيل تحرص وسائل الاعلام على نقله مباشرة على الهواء ليستمتع المشاهدون بفاصل من الضحك المتواصل.
بفرضية استنساخ المهرجان في العراق ، واقامته في ساحة التحرير وسط العاصمة ستتوفر للعراقيين المنكوبين من فشل الحكومات المتعاقبة ونخبها السياسية ، فرصة الضحك ، حين يستعرض المشاركون في المهرجان أحداثا جعلت الوجوه "مصخمة ملطمة" لم تعرف الابتسامة منذ سنوات . توجد عوامل كثيرة تساعد على تنظيم بطولة الضحك العراقية ، حين يستعرض المشاركون انجازات السنوات السابقة منذ الغزو الاميركي وحتى انجاز تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، ويكفي عرض شريط مصور لجلسة مجلس النواب شهدت مشادات كلامية وتبادل لكمات وتراشق بالاحذية لتجعل الجمهور يخرب من الضحك .
العراقي لم يجرب الضحك على كبار المسؤولين، لأنه كان وما يزال ضحية اكاذيبهم، والقول الشهير " الضحك على الذقون " يتردد على كل لسان ، ولابد من تغيير المعادلة بتمثيل مشاهد تجسد استحضار المسؤولين المدانين بسقوط الموصل امام الجمهور ومحاكمتهم مع جيوشهم الالكترونية لكشف مصادر تمويلهم وانجازاتهم في ملف الاخبار المفبركة لخدمة اسيادهم .
المشاركة في مهرجان الضحك العراقي مفتوحة للجميع ، وليس من المستبعد ان يحظى احدهم بلقب البطولة ، لأنه سيقدم مشاهد مضحكة عن الزعماء السياسيين والمسؤولين بالصوت والصورة ، حين يجسد صراعهم على السلطة ، وأساليبهم في الضحك على ابناء شعبهم بتشكيل تيارات وتنظيمات ترفع شعارات خدمة الشعب لكنها تسرق ثرواته وتطرح مشاريع التسوية واخواتها ، حتى جعلت الملايين تطبخ الحديد على أمل الحصول على المرق .
الفائز بجائزة المهرجان من المحتمل ان يتعرض الى الاختطاف ليشارك في "حفلة على الخازوق" ليعترف على جهات خارجية دفعته للتطاول على الرموز الوطنية والسخرية من قوى اطاحت بالنظام الديكتاتوري . ثم ينتهي المشهد بإعلان الجهات الأمنية العثور على جثة شخص مجهول الهوية في مكب للنفايات ، وفي احد المواقع يضيف المحرر القيادي في الجيش الإلكتروني عبارة يذكر ان القتيل شارك في ما يعرف بمهرجان الضحك العراقي وقدم مشاهد ساخرة طالت جهات و شخصيات سياسية عرفت بمواقفها الوطنية المشرفة .
الضحك على الخازوق
[post-views]
نشر في: 21 يوليو, 2017: 09:01 م