لم نعد نبالي إن قرأ مسعود أو حيدر أو موسى أو مهدي أو حتى الاتحاد كله، ما يخدم الكرة العراقية هنا وفي وسائل أخرى، طالما أن قيادة اللعبة ليست على رأي واحد، ولم تثبت لنا مرة واحدة أنها استفادت من النصائح والدروس، وما أكثرها، ما يهمنا فقط التوثيق والتذكير بأن سيناريو أولمبياد ريو وتصفيات المونديال يُعاد بوجوه جديدة وأخطاء قديمة وستراتيجية مؤقتة!
إن توليفة المدرب عبدالغني شهد اليوم وهي تترقب اقتطاع تذكرة الذهاب الى الصين أمام منافس عنيد وطامح للهدف نفسه، يمكن عدّ عناصرها من أهم ركائز الانقلاب الأبيض المؤمل أن تُدرس وقائعه بعناية لتهيئة منتخب وطني تخلو صفوفه من تمرّد ودلال النجوم، لأن أبعاد التحضير لأجندة الأسود بقيادة باسم قاسم تستلزم استقراء مقوّمات الضعف والقوة لدى البديل ودفعه لتحمّل المسؤولية مبكراً وهو ما يتوجب مناقشته باهتمام للبت في قراره.
ومع أننا لا يمكن أن نهمل أية معلومة تضرب نزاهة وسمعة اللعبة بالصميم إلا وتوضّح حقائقها وأسبابها والشخوص المقصّرين لما آلت اليه المشكلة ، لكننا في الوقت نفسه، لا نستغرب أن كرتنا بمنتخباتها وأنديتها ستواجه حرباً شرسة تستهدف اضعافها الى درجة التشكيك بقدراتها، لذلك يتوجب الانتباه لما يُحاك من دسائس كي يتم الرد المناسب على كل من يحارب الجيل الجديد ويبخس حقه في تحقيق المنجزات شريطة أن يكون منضبطاً وفق اللوائح المحددة لأعمار كل بطولة.
جيل الأولمبي في الرياض قدّم أروع عروضه أمام افغانستان ولم تكن الاهداف الثمانية هي المعيار في الاستدلال على التقييم المنصف مع أهميتها، بل انتشار اللاعبين وانضباطيتهم في مراكزهم والتنوع في شنّ الهجمات وإيثار بعضهم في منح فرصة التهديف لزملاء آخرين وحُسن سلوكياتهم في الالتحامات واحترام قرارات الحكم ومساعديه وجرّ المنتخب الافغاني الضعيف الى منطقة دفاعنا للحيلولة دون تكتله في منطقته وافساده جمالية اللعبة في تمترسه الدفاعي، لكن مباراة البحرين اظهرت الاختبار الجدي له أمام منتخب قوي تجرّأ في تهديد مرمانا وهز الشباك ليظهر منتخبنا بأفضل حركة وانتاجية على صعيد المناورة والمباغتة وحسم النتيجة، قاتلاً أمل الأحمر في تحقيق التعادل أضعف الإيمان.
فرصة الفوز على المنتخب السعودي اليوم لا تعوّض، فلا خيار لنا غير ذلك، أما في حالة الخسارة -لا سمح الله- فالرهان على بلوغ النهائيات عبر بوابة أفضل خمسة منتخبات تحتل المركز الثاني، فالحسبة تكون صعبة بعدما قرر الاتحاد الآسيوي إلغاء نتائج اصحاب المركز الرابع بمعنى ستكون المنافسة حامية بالنقطة والهدف للحصول على بطاقة التأهل وهو خيار صعب نأمل أن يتفاداه الأولمبي إذا ما تطلع لتكملة المشوار بعزم أكبر مما قدمه في التصفيات.
صراحة، نجد أن تصرّف بعثة المنتخب الأولمبي بالسكوت على حملات التشكيك بأعمار اللاعبين عقب مباراتنا مع المنتخب الأفغاني الذي فتح شباكه لتتهاوى كرات غرمائه في المجموعة نتيجة ضعفه وراح يعوّض فضيحته بتصريح مدربه مانوشهر المنفعل بأنه دفع ثمن الهزيمة لكبر سن لاعبي العراق، كان تصرّفاً غير حكيم يخبئ مخاوفَ أكثر مما نضحت من حرص كما علمنا برفضها التعليق على احتجاجي الافغان والبحارنة، بذريعة عدم ورود معلومات من اللجنة المنظمة تدين منتخبنا أو تطلب استفسارات عن بيانات ووثائق، لكن البعثة صحت متأخرة واطلقت تصريحات بالجملة عبر رسالة موفد اتحاد الإعلام الرياضي التي تنشرها (المدى) اليوم واصفة شركاء الحملة الثلاثية بعد ضم السعودية اليها بأنها (مسرحية .. وأمر دبّر بليل) !
ويأتي الرد المقابل هذا صباح يوم الحسم، الوقت العصيب الذي يتأهب فيه ممثلو الوطن حمل رايته وإلحاق الهزيمة بصاحب الأرض والجمهور والتواجد مع الابطال العشرة في القارة على رأس المتأهلين الى نهائيات الصين!
هل يعقل توقيت الرد ، بينما كنا نترقبه حال تصريح مدرب الافغان مساء الأربعاء الماضي، لتأكيد ثقة رئيس البعثة والمدرب والملاك الإداري بلاعبينا وصواب مشاركتهم حسب البيانات المرسلة الى الاتحاد الآسيوي، أم ساور الجميع القلق بنجاح اعتراض واحتجاج مانوشهر لدى اللجنة المنظمة بعدم صلاح مشاركة أيمن حسين وعلاء مهاوي؟!