اختتم مؤخراً في هلسنكي، العاصمة الفنلندية، المعرض التشكيلي بعنوان "ذاكرة الحرب" والذي أستمر لفترة أسبوعين، بمشاركة مجموعة من الفنانين الفنلنديين مع فنانين ينتمون الى بلدان الشرق الأوسط، بينهم مجموعة من الفنانين العراقيين (مهند الدروبي، مروى حمودي، عب
اختتم مؤخراً في هلسنكي، العاصمة الفنلندية، المعرض التشكيلي بعنوان "ذاكرة الحرب" والذي أستمر لفترة أسبوعين، بمشاركة مجموعة من الفنانين الفنلنديين مع فنانين ينتمون الى بلدان الشرق الأوسط، بينهم مجموعة من الفنانين العراقيين (مهند الدروبي، مروى حمودي، عبد الرزاق الجواري، أحمد الآلوسي، حذيفة صالح، محمود نديم، عمر البجاري ، جمال الغزي)، وهم من المهاجرين أو اللاجئين الذين بعضهم ما زال ينتظر قرار القبول أو الرفض، إضافة الى فنانين من روسيا وكردستان ايران وسوريا.
الفنانة الفنلندية النحاتة هيدي هانينين (35 عاماً)، منسقة المعرض، وإحدى المساهمات به، اخبرتنا بأن هدف هذا المعرض هو أن يجد التواصل ما بين الفنانين القادمين كمهاجرين ولاجئين جدد والقدامى، بين من يحمل ذاكرة طرية عن الحرب والذين لهم ذاكرة تكاد تكون بعيدة شيئاً ما عن احداث الحرب والعنف، وأن يسهم في تبادل الخبرات بين الفنانين القادمين من مختلف التجارب، خصوصاً من خلال الاعمال المشتركة التي نفذت بمساهمة من فنانين فنلندين مع زملائهم من الفنانين المهاجرين أو اللاجئين، ليسهم ذلك كله في تقديم قضايا شعوب الشرق الأوسط للجمهور الفنلندي، وتوق الشعوب للحرية والسلام .
الفنان العراقي مهند الدروبي (مواليد بغداد 1979) كانت له في المعرض مساهمة بثلاثة اعمال فنية، اثنان منها من الفن التركيبي، اضافة لشريط فيديو مدّته 5 دقائق، حمل عنوان " الى اين تذهب يا كلكامش؟ "، وهو عمل مشترك مع الفنانة هيدي هانينين وفنانين آخرين. أهم وأبرز أعمال الفنان مهند الدروبي في المعرض كانت لوحة من القماش الأسود بقياس 10 X 5 متر تحت عنوان "احتراز" ، حاكى فيه شكل علم وراية تنظيم "داعش"، متبعاً اسلوب الفن المفاهيمي، فللمشاهد الاجنبي، ومن بعيد، تبدو اللوحة بحجمها الكبير كراية لتنظيم "داعش" وعند الاقتراب منها سيجد انها مجرد قائمة طعام "Menu" يمكن أن تكون في أي مطعم، عمل آخر للفنان الدروبي عن التفجيرات الارهابية بعنوان " بغداد حلال "، مشترك مع الفنانة هيدي هانينين، حيث جلبا سيارة قديمة الى ارض المعرض ليجعلاها جزءاً من مشهد التفجير مصحوبة بمؤثرات صوتية وبصرية .الفنان مهند الدروبي بيّن لنا أن مجموع اعمال الفنانين العراقيين مجتمعة تحاول أن تقدم المشهد العراقي والعنف الذي أدى بحياة الكثير من الناس الابرياء وتثير الاسئلة من خلال تسليط الضوء على المشكلة.