TOP

جريدة المدى > عام > حوار قبل الرحيل مع الفنان منقذ سعيد..البحث عن التوازن بين الفن والحياة

حوار قبل الرحيل مع الفنان منقذ سعيد..البحث عن التوازن بين الفن والحياة

نشر في: 31 يوليو, 2017: 12:01 ص

تشكل تجربة الفنان النحات العراقي منقذ سعيد (1958 – 2008) حالة خاصة بين التجارب الجديدة في فن النحت العربي، فهي تجمع بين الإبداع والفكرة والموهبة في الابتكار، والنزعة الإنسانية المنفتحة على حركة الحياة في العالم المتجدد، وفي بلادنا المهزومة، منذ

تشكل تجربة الفنان النحات العراقي منقذ سعيد (1958 – 2008) حالة خاصة بين التجارب الجديدة في فن النحت العربي، فهي تجمع بين الإبداع والفكرة والموهبة في الابتكار، والنزعة الإنسانية المنفتحة على حركة الحياة في العالم المتجدد، وفي بلادنا المهزومة، منذ قرون، حيث تبدو الكرة الأرضية مثل صخرة سيزيف تتحرك صعوداً وهبوطاً، ويمكن أن تهوي نزولاً قبل أن تصل إلى السفح، وكان منقذ سعيد يضحك دائماً ولا يخاف الموت، وكان يدهشنا في حبه للحياة، وحينما كنت ألتقي به وحده، أو مع زوجته الكاتبة الاميركية من أصل ايراني متحرر ربيكا جوبين وابنته الصغيرة يانا، كان يتحدث عن الحياة كما يتحدث عن عمل فني كبير، بينما تتلمس يانا وجهه، في محاولة لاكتشاف معدنه.

شهدت دمشق في السبعينيات والثمانينيات الماضية هجرة عدد كبير من المثقفين والكتاب والفنانين العراقيين، وأكثرهم من المناضلين اليساريين الناجين من السجون والاغتيالات، وتبين لي، من خلال معرفتي بهم - عن قرب - وبأمثالهم من المهاجرين العراقيين في الكرة الأرضية من الاسكيمو إلى استراليا، ومنهم الذين كانوا يزورون دمشق، أن المثقفين اليساريين العراقيين هم الأكثر صلابة وانفتاحاً وعمقاً في الوعي، وابتعاداً عن لوثة الطائفية الكسيحة، بين المثقفين اليساريين العرب، وهم يشبهون الجناح الايطالي في تيارات اليسار الاوروبي في واقعيته الجديدة بعد الحرب العالمية الثانية.
وأظن أن التخلف الذي نعيشه هنا - الآن يعود إلى جذور المزاوجة بين الثقافات العربية والفارسية والشرقية الأخرى التي حملت مدونات القرون الوسطى في الانتماءات الضيقة، وفي الشروخ المذهبية القسرية المتطرفة، وهذا ما أفسد العلاقة بين الناس، وبين المرأة و الرجل والحاكم والمواطن، ودمر مفاهيم الحب والفن والحرية والإبداع، واستبدل العلم الحقيقي  بالخرافات والتزمت المزمن، والحروب الخاسرة المتواصلة.
في أواخر السبعينيات الماضية غادر منقذ سعيد العراق لينجو من الإعدام،  وفقد جنسيته العراقية، وكان طموحه يمتد إلى ما وراء الحدود الضيقة، فدرس الفن في كلية الفنون الجميلة بدمشق، وتخرج من قسم النحت عام 1982، وكان يحاول أن يطور تجربة التواصل مع الحياة ويختصر المسافات الطويلة التي تفصل بين العمل الفني والمشاهدين، وارتبطت حياته بالهجرة والهجرة المضادة، فبعد أن هاجر ليعيش ويعمل في هولندا سنوات التسعينيات، اتخذ قراراً صعباً بالعودة إلى دمشق، ولم يمنعه هذا القرار من التواصل مع صالات العروض الأجنبية البعيدة، فالجرأة في اقتحام الزوايا المعتمة والمجهولة في الشغل الفني تتوازى مع الجرأة في اختيار نقطة الوقوف فوق الكوكب. وفي عام 2006 فاز منقذ  في مسابقة "جامعة الفن" في مدينة الكساندريا الاميركية، وكان الذين تقدموا إلى هذه الجائزة مئتين وثمانية وعشرين فناناً، اختير منهم مئة وثمانية عشر فناناً للمشاركة في المسابقة التي فاز فيها  ثمانية فنانين كان منقذ أوفرهم حظاً، إذ حصل على جائزة الشرف، وتتمثل في شهادة تقدير وجائزة مالية عن عملين من البرونز هما " قراءة مع النهر" و" قبل العشاء الأخير"، ونظمت جامعة الفن عرضاً عاماً للأعمال الفائزة في مدينة الكساندريا، قبل نقلها للعرض في ساحة واشنطن العاصمة.
في أكثر من ثلاث جلسات مطولة في دمشق مع منقذ سعيد في الشهور الأخيرة قبل وفاته في هولندا في 21-11-2008 جرى هذا الحوار الذي نشرت ترجمته إلى الانكليزية في مجلة  AL-JADID الاميركية ولم ينشر هذا النص:

اكتشاف الذات
* بين كل معرض وآخر لأعمالك على مدى السنوات الأخيرة هناك إضافات جديدة، في الموضوع والمادة، في أعمالك النحتية التي أضفت فيها الزجاج إلى البرونز والحديد، مع استمرار لبعض الخطوط الثابتة في تجربتك التي ترصد مجموعة العلاقات المتشابكة مع النفس، ومع الآخرين، ثم مع الحياة على الأرض، هل تتذكر المفاصل الأساسية في تطور تجربتك؟
- في أول عمل لي أخذت قياسات جسمي كما هي وقمت بتصغيرها مع المحافظة على النسب، فكان أول معرض لي عن علاقتي مع حالي، أو توازني مع نفسي.
وكان المعرض الثاني عن علاقتي مع الأشياء المحيطة بي، بينما تركز المعارض الثالث حول علاقتي مع الأسطورة الحديثة، وكيف تنتقل من بلد إلى آخر، فالأسطورة تهاجر كما يهاجر الناس، ولديها أسبابها الخاصة بالهجرة ومن هذه الأسباب الاضطهاد، ثم جاء معرضي التالي عن الخيانة بأساليبها الجديدة، انتهاءً بخيانة الزمن لي، فنحن نعيش حياة خرافية، نظل دائماً ننتظر الغائب والمجهول.

النحت المتحرك
* تبدو الكرة الأرضية قاسماً مشتركاً في عدد من أعمالك وهي تأخذ مواقع متغيرة باستمرار، فمن أين تبدأ تحولات هذه الكرة عندك؟
- تبدأ تحولات الكرة الأرضية من نقطة ابن عربي، بما لها من علاقة بحرف النون، فالمعادلات المطروحة الآن كونية وصوفية وشخصية ونفسية، والكرة الأرضية اللامعة تعكس كل المحيط الذي يتحرك عليها.
وأنا أبحث عن العمل المتغير في اللحظة، والمتحرك دائماً، والحيوي المتجدد، ولا أحب العمل المستقر، ولهذا تجد بعض أعمالي تتحرك مع حركة النسيم أو الرياح إيقاعات صوتية متناغمة مع الحركة.

عودة إلى الجذور
* كانت أعمالك الأخيرة تمثل آدم وحواء في حالات مختلفة، وهي بحجوم كبيرة موزعة في حديقة فيلا فارس نعيم في ضاحية يعفور قرب دمشق، النموذج الأول منها متحرك، حيث آدم وحواء يسبحان في الفضاء في اتجاهين، متقابلين، وكل منهما معلق من إحدى رجليه بحامل يشبه غصناً مرناً، بارتفاع ثلاثة أمتار، يتحرك مع الريح، لماذا اخترت هذا الموضوع؟
- آدم وحواء هما الجذر الافتراضي الأول للإنسان في الطبيعة، وحركة الطيران في النموذج الأول هي بداية الحب، وفي الحب ما يشبه الطيران، حيث يسبح الإنسان في الفضاء كما تسبح الأسماك في الماء، لكن الماء له حدود، والفضاء ليس له حدود مرئية، وكذلك هو الحب.

الزمان والمكان
* في عام 1977 حصلت على الجائزة السنوية للثقافة في هولندا، من بين عدد كبير من المتنافسين، وكان عملك النحتي مركباً من قوسين مفتوحين يقف في وسطهما إنسان، ذراعاه مفتوحتان، وفي تلك الفترة كانت البداية الواضحة للتحذيرات المفتوحة من تخريب البيئة والحياة على يد الإنسان، فما هي الهواجس التي حملها ذلك التصميم؟
- في هذا التصميم محاولة لتقديم تصوري الخاص للحياة والفن والثقافة عموماً، فأنا أرى أن في الحياة بعدين أساسيين هما: عمودية وديناميكية الزمان، ثم أفقية وجمالية المكان، وكل ما يبدعه الفنان هو تثبيت نقاط بين الزمان والمكان لمسار الخط البياني الناظم بينهما في سيرورة الحياة.
وهناك ثلاث قوى تدميرية تواجه نظام الحياة وإيقاعها، تتمثل في الحرب والتلوث والعنصرية، وعلى هذه الأرضية بنيت موضوع التصميم الذي يضم قوسين غير مكتملين يشيران إلى الطبيعة والثقافة، حيث يشكل القوس الأول ثلاثة أرباع الدائرة، وهو دلالة على الطبيعة التي تمثلها الأرض التي تتشكل من الربع الأول وهو اليابسة والأرباع الثلاثة الأخرى التي تمثل الماء.
أما القوس الثاني فهو نصف دائرة، ويمثل التناقضات بين العالمين الداخلي والخارجي للفنان، أو بين المادة والروح.

مركز العالم
* هناك مزاوجة بين مادتي الحديد والبرونز في هذا العمل، الذي يتوسطه إنسان متحرك في حالة توازن بين القوسين المفتوحين فهل هناك فكرة تبرر هذه المزاوجة، وموقف الإنسان في هذا الوسط؟
- كان القوسان من مادة الحديد القابلة للصدأ، وهو رمز الفناء، أما شخصية الإنسان المتوازن في سوط القوسين فهي من البرونز، كرمز للديمومة، بينما يشير موقع هذا الشخص في الوسط إلى مركز العالم، وهي فكرة استوحيتها من ليونارد دافنشي.
نفذت عملاً في الطبيعة في مرتفعات بلدة "عاليه" اللبنانية، إلى جانب عدد من النحاتين العرب والأجانب، ويتألف هذا العمل من قطعتين حجريتين ثابتتين، على شكل مقعدين من الرخام، ورزمة من الأسياخ الحديدية اللدنة، يجمعها حزام في وسطها، بطول ستة أمتار ونصف المتر، تأخذ أطرافها العلوية المتناثرة شكلاً متحركاً.

الجمالي والوظيفي
- كانت تلك تجربة في حوار الحضارات، وهي تجربة ناجحة أدارها وجدي مراد رئيس بلدية عاليه بحب وإصرار، وحينما لبيت الدعوة سئلت عن نوع الحجر الذي أريده، فقلت: لابد من رؤية المكان أولاً، لأن المكان سيكون وطناً لعملي المقبل، وهكذا تفحصت المكان لمدة ثلاثة أيام واخترت موقعاً يطل على طريق جبلي، لأن الطريق هو الذي يوصل الناس إلى أهلهم وبيوتهم، ويشكل هاجساً دائماً لانتظار الغائبين، وحاولت أن أجمع ما بين الجمالي والوظيفي، فالمقعدان الحجريان يمكن أن يكونا محطة استراحة للمسافرين والعشاق أو متأملي الطبيعة والطريق، وقد فرشت تحتهما سجادة، ولكن من التراب الأحمر الذي يوحي بخصوصية المكان مع انفتاح هذا المكان على كل الجهات، وأدخلت عنصر الزمن من خلال حركة الأسياخ الحديدية مع إيقاع الريح، قوة وهمساً، وإيقاع الصوت الذي تصدره صعوداً وهبوطاً، وهكذا أنجزت عملاً مرتبطاً بالحياة، وليس عملاً متحفياً، فليس مهماً أن يرتبط العمل الفني بالخلود، وإنما أن يكون ابناً للحياة، ويتواصل مع الذاكرة.
لم يكن هذا العمل هو الوحيد في لبنان حيث نفذت عملاً مرتفعاً داخل مبنى جريدة النهار ويحتاج الحديث عنه إلى جلسة خاصة.

فن التركيب
* كانت لك تجارب في فن التركيب installation في هولندا، وفي صالتي المدى والسيد في دمشق، ما هي الجاذبية التي تشدك إلى هذا النوع من الفنون الحديثة؟
- في البداية كنت أعمل على يوميات غير مكتملة، وعندما بدأت العمل في أوروبا، كنت منشغلاً بالصور التي تنتقل من الذاكرة إلى الذاكرة، كما كنت مهتماً باكتشاف تفاصيلي الشخصية، وكان اهتمامي ينصب على الذاكرة، قبل أن يتحول إلى خرافة.
وحينما داهمتني أزمة قلبية طارئة، تحت ضغوط نفسية وجسمية بالغة، تغيرت اهتماماتي وأفكاري، واتجهت إلى نقل المخزون الأدبي والمتخيل إلى المجال البصري، ومن هنا بدأت علاقتي مع البرونز، الذي يمكن أن يسافر إلى الناس في كل مكان وينقل إليهم مشاعري وأفكاري.

الفكرة والتفاصيل
* إلى أي مدى يمكن تحميل العمل الفني أفكاراً وتفاصيل دقيقة، أو هموماً إنسانية وشخصية، وهل هناك شروط مسبقة لكي يكون هذا العمل مهماً في عملية التوصيل؟
- لكل عمل فني فكرة ما، والفن هو نتاج للمرحلة، أو الحالة، التي يعيشها الفنان، ونحن جيل الكمبيوتر والإنترنت بكل ما فيهما من إيجابيات وسلبيات. وأنا لا أهتم بشكل التفاصيل، فالفكرة عندي أهم من تلك التفاصيل، لأن اهتمامي يتركز على كيفية استخدام، أو توظيف، هذا الشكل، ويظل الإنسان أولاً وأخيراً هو قمة هرم الحياة، وهو بفرحه وحزنه، بانتصاراته وانكساراته يظل  الهدف الأساس لكل تجربة فنية.

لغة اللمس
* بعد تجربة متعددة الوجوه، كيف استقرت علاقاتك مع النحت، وإذا كنت حريصاً على الشكل، فأيّ شكل أخذت هذه العلاقة؟
- النحت لغة، يتعامل معها النحات باللمس، حيث يتحول اللمس إلى حاسة مركّزة، فاللمس هو النبض، الذي يختلف من مكان إلى آخر، ويمكن دائماً أن نجد نحاتاً أعمى، لأن الأعمى لديه حاسة لمس خاصة، تنمو مع الحاجة وامتداد الزمن، ويخطر لي دائماً أن أصابعي يمكن أن تغنيني عن حاسة البصر.

الكتلة والفراغ
* هل تنعكس علاقاتك اليومية بالنحت على حياتك بشكل ما، وعلى علاقتك بالأشياء التي تراها في أماكن مختلفة؟
- عندما أستيقظ صباحاً أشعر أنني فوجئت بالحياة، وأبدأ التعلم مما يحيط بي، أتعلم من النافذة التي تطل على العالم الخارجي، وأتعلم من العصفور والشجرة والمطر والثلج، أحاول أن ألمس الأشياء التي تصادفني، تقترب يدي من النار والجليد والماء والحجر والحديد والخشب، والقماش بدرجات مختلفة، واليوم الذي لا أتعلم فيه شيئاً جديداً يشكل لي كارثة شخصية.
طبعاً صار النحت عنصراً مهماً في حياتي اليومية، ودخل في نسيج سلوكي وموقفي من الأشياء التي تحيط بي، فأنا أرى ما حولي من خلال الكتلة والفراغ، مع أنني لست ملتزماً بشكل واضح بأنواع محددة من أساليب النحت، ولست متعصباً للبرونز، مع أنه من أكثر المواد المطواعة التي تلبي رغباتي في النحت.

روح الشرق
* اختلاف البيئة ينعكس بأشكال مختلفة على النشاط الشخصي والاهتمامات المألوفة، فماذا تذكر من انعكاسات تغير البيئة لديك؟
- كنت أقرأ الأدب الكلاسيكي الأوروبي، وحينما انتقلت إلى أوروبا، واستقر بي المطاف في هولندا عدت لقراءة روح الشرق من خلال أعمال الحلاج والسهروردي، وهما مركز التوازن في حياتي الثقافية الآن، وهذا مثال على التغييرات المتعددة التي طرأت على حياتي في أوروبا.

إيقاع خاص
* بين الهواية والموهبة والاحتراف ينعكس الفن على المبدع والمتلقي معاً بدرجات متفاوتة، فكيف انعكس الفن على حياتك الشخصية؟
- الفن شامل وأخلاقي وتربوي وهو الذي يرفع الذائقة العامة للناس، وله أكثر من مهمة غير مباشرة، منها إعادة التوازن إلى الحياة العامة والحياة الشخصية، وحينما يتحدث الناس عن المدن التي يحبونها فإن ذلك يعود إلى لمسات فنية معلنة أو خفية في تلك المدن تعطيها إيقاعاً خاصاً، وهذا ينسحب على أنماط الحياة الرعوية أو البدوية أو الريفية، حيث يبتكر الناس بدائل للفن في حياتهم اليومية.

شرق وغرب
* أنت فنان شرقي عملت في الغرب، وهناك دائماً حوارات ومشكلات بين الشرق والغرب، على مستويات متعددة، فأين تقف من هذه العلاقة؟
- أنا مشغول دائماً بهذه الفكرة، وفي هولندا اشتغلنا كثيراً على ما سميناه "حوار الثقافة المزدوجة" ونظمت معرضاً حول تأثير الفن في انتقال الثقافة، وترتبط هذه الفكرة بتأثير المكان في الفن، وقمنا بتنظيم معارض وندوات حول هذه الفكرة، اشترك فيها تسعة عشر فناناً من بلدان متفرقة ولغات متعددة، وكان موضوع الانسجام مع المكان هو محور اللقاءات والأعمال.
إن أوروبا ليست أم الفنون، مع دورها الكبير في الاكتشاف والتواصل، وأثبت الفنانون غير الغربيين جدارة في تقديم أعمال متميزة في أوروبا على مدى القرن العشرين على الأقل.

ما بعد الحداثة
* حيث أنك عشت فترة طويلة نسبياً في هولندا، وما زلت تتردد عليها، هل هناك خصوصية للفن الحديث في هولندا؟
- هولندا هي أم المدارس الفنية، من رامبرانت إلى روبنز وفان جوخ وكارل آبل، ثم إلى ما بعد الحداثة، فالمشهد في هولندا مفتوح على كل الرياح والاتجاهات، وبعد الفيديو دخل الكمبيوتر، ثم الكيمياء إلى ساحة العمل الفني إلى جانب الريشة القديمة، والإزميل العتيق الذي يساعدنا في النحت، ويساعد الطغاة في القتل وتدمير الفن والبيوت وحياة الناس.
********
قبل سفره الأخير إلى هولندا زارني منقذ مودّعاً، وقدم لي منحوتة برونزية صغيرة وجميلة، تمثـّل  رجلاً يخطو وخلفه باب مفتوح، وقال لي: حينما أزورك دائماً أجد الباب مفتوحاً، وهذا الرجل هو أنا داخلاً من هذا الباب المفتوح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مآثر فوق التصوّر

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

في غياب الأستاذ

وجهة نظر: السينما المُدجَّنة: بيان في النقد

‏رحل استاذنا

مقالات ذات صلة

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة
عام

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة

لطفيّة الدليمي ها نحنُ ثانية على مبعدة ساعات من بدءالسنة الجديدة. أهو حدثٌ كبير؟ جديد؟ يستوجبُ التهيئة المكلفة والتقاليد الإحتفائية المكرورة من سنوات؟ ما الذي يحصل كلّ سنة؟ لا شيء. يتبدّلُ وضع العدّاد ويبقى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram