١-٢
ما من سبيل للهرب من متاهات السياسة الملغومة الملتبسة إلا بسلوك دروب مغايرة تماما، بعيدة تماما عن ذاك الشرك المنصوب لإصطياد العراقيين خصوصا ، والإنسان —اينما كان — على وجه العموم .. لذا أهرع للمكتبة القريبة كلما ضاقت بي السبل للخلاص من متاهة الصراعات ( الخفية والمعلنة )،
يقع بصري على كتاب صدر حديثا يتناول ظاهرة الأحلام، وهل تفسيرها علم محض ؟
هل التأويل فراسة ؟ أم شعوذة أم نبوءة ؟؟.
منذ أقدم الأزمنة ، وحتى يومنا هذا ،، شكلت الأحلام وتفاسيرها هاجسا للناس - عامتهم والخاصة منهم ، بدءا من حلم النبي إبراهيم ، والكليم موسى ، مرورا بالنبي يوسف ، وحلم فرعون ، وصولا لآبن سيرين ، وابن سينا ، وتفسيرات فرويد ؟.
تعالو شاركوني القراءة بعيدا عن تهويمات الساسة وصراع الكتل والأحزاب وتقاتلهم من اجل رصيد مالي اضخم ، ولقمة ادسم ، ومكانة ارفع .
…………
ثمة حقيقة علمية لا بد من ايرادها إبتداءً :: انه ما من حالمين إثنين او اكثر — على وجه الأرض —يحلمون بحلم واحد بذات الوقت وبذات التفاصيل .. الحلم كبصمة الإبهام . لا يحمل كنهه وسره إلا حامله دون غيره ،، والرمز في الحلم يختلف من شخص لآخر . ومن صقيع لآخر ، فآحلام ابن العشرين في الهند مثلا ، لا تفسر كآحلام إبنة الخمسين في استراليا ،، مثلا .
………..
إستهوت الأحلام عقل وبصيرة الإنسان منذ القدم ، فآنبرى نفر لتفسيرها وفك رموزها ، وانبرى آخرون لتسفيهها وإعتباره اضغاث عابرة لا تنبئ بشيء ولا تشي بشيء.
اهم الأحلام التي إشتهرت وتحقق الشيء الكبير منها حلم النبي إبراهيم الذي رأى في المنام انه يذبح ابنه فداءً . فإفتداه الرب بكبش يذبحه عوضا ،، ((مراسم عيد الأضحى ما زالت سارية المفعول )) . كذلك رؤيا النبي يوسف الذي رأى الشمس والقمر يخرون له ساجدين ،، وتحذير آباه ،، ان لا يقصص رؤياه على إخوته كي لا يكيدوا به كيدا ..ولا ننسى حلم فرعون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حول البقرات السبع العجاف التي تلتهم البقرات السبع السمان . ( إستشراف لسنوات القحط قبل حلولها……..
يتبع .