المسرح العراقي لم يكُن بناية، تأسست من وحدات مادية وكيميائية، أنه جسد كبير، خُلق من دماء ومشاعر، وامتزاج بأرواح ابداعية وأسماء كبيرة، أسست له، وأسندت خشبته على عماد قيمها الفكرية، والثقافية والإبداعية، انه حكاية كتبها مؤلف، وخلق صورتها مخرج، ومثلها أ
المسرح العراقي لم يكُن بناية، تأسست من وحدات مادية وكيميائية، أنه جسد كبير، خُلق من دماء ومشاعر، وامتزاج بأرواح ابداعية وأسماء كبيرة، أسست له، وأسندت خشبته على عماد قيمها الفكرية، والثقافية والإبداعية، انه حكاية كتبها مؤلف، وخلق صورتها مخرج، ومثلها أبطالٌ لم تنضب عطاءاتهم، أنه لمسة عشق لأناس نذروا أنفسهم لهذا الفن...
وحين نحتفي بأحد المسرحيين الكبار، فما نحن نحتفي إلا بأحد المكونات والأعمدة التي أسست لهذا الجسد العظيم، فالمكون المحتفى به قدم الكثير للمسرح العراقي، فلن ننسى أن جزءاً كبيراً من تأريخ المسرح العراقي خُلق ووجد من خلاله هو، ليكون الاحتفاء به هو بمثابة تكريم للمسرح العراقي، المخرج المسرحي والاكاديمي البروفسور صلاح القصب، ضيف منتدى المسرح خلال جلسة تلخص تجربته المسرحية أقيمت مساء يوم الخميس الماضي...
المخرج صلاح القصب دائم البحث عن التجديد، وهو الداعم الأول له، يذكر القصب مرحّباً بجمهوره ومحبيه "أن كل اللحظات التي تسكنني احييكم من خلالها، كل اللحظات التي تعكس التواصل والانسانية والمجد والتاريخ".
ليطلق القصب تساؤله عن الرؤية المسرحية قائلاً "ما هي الرؤية المسرحية التي تعكس بفن العمارة، هنا علينا أن نطلق سؤالاً، من خلال اعداد الفن، سؤالاً والثقافة سؤالاً والحضارة سؤالاً، فالمسرح هو أيضاً ارقام جبرية ورياضية، وهذا المدخل الذي يهمنا في الحديث عن الاخراج المسرحي".
ويذكر القصب أن "الاخراج هو حيرة كونية، ذلك لأنه مرتبط بالفكر والتاريخ، فأهم مصادر التاريخ هو دراسة فن العمارة في المسرح، وهنا يقصد القصب بفن العمارة بالمسرح انها شاعرية المسرح أو شعرية المسرح".
ومن خلال ذلك يشير القصب الى الاسلوب التعليمي الذي يتبعه الاكاديميون مع المسرحيين الجدد، ويقول "علينا أن نمنح طلاب الدراسات العليا فرصة البحث والتفكر والتساؤل المسرحي، لا نقدم له امتحاناً في نهاية الفصل ونرى النتائج التي يحرزها، ذلك أن المسرح مادة ابداعية وليست علماً فقط".
ويؤكد القصب متحدثاً عن المسرح الجديد ويقول " علينا أن نفكر بمسرح آخر، مع كل الاعتزاز بمن حاضر لنا، لكنهم درسونا ضمن مفاهيم مقننة، يجب علينا الآن أن نلتفت الى الثقافة التي فرضت نفسها على الواقع، أن نتعلم ماهو المسرح الجديد، ويجب أن ندعم شبابنا اليوم، لا نسخر مما يقدموه فهم من سيقدمون المسرح الجديد".
من المداخلات التي ضمنتها الجلسة كانت كلمة للأكاديمي والمخرج المسرحي د.عقيل مهدي، الذي قال "عندما قدم القصب مسرحية تشيخوف كان الجمهور غاية بالاستمتاع من حيث اللغة، خاصة لأنها كانت لغة غنائية، القصب يشبه تشيخوف لأنه ينقل الحياة لنا بطريقة امينة وتقنية".
أيضاً خلال كلمتها عبّرت الفنانة عواطف نعيم، عن أهمية هذا الحفل الذي وصفته بالمقدس، وتحدث الفنان هيثم عبد الرزاق قائلاً " بعد سنوات وتجارب عديدة، اكتشفنا أن من الفوضى بإمكاننا فعل الكثير، كيف ؟ لا ادري ! ولكن د. صلاح القصب علمني هذا خلال تفاعله معي يعطيني، ليريني أن الزمن ليس ساعات قائمة على الدقات بل هو فوضى، وكان يقدم لي المعمار المسرحي.
للسينوغرافيا دورها في العمل المسرحي، وهو دور مهم وكبير، فالصورة التي سيخلقها المخرج، تحتاج الى لمسات السينوغرافي، لتتم وتصل الى المشاهد بشكل صحيح، السينوغراف جبار جودي، يتحدث عن تجربته الأولى مع القصب ويقول "يشرفني أن أقف لأدلي بجزء يسير جداً من هذا المعمار الفكري والكون الكبير.