بات السفر والتنقل بين المدن والمحافظات العراقية معضلة ليست بالهيّنة بسبب الإجراءات الروتينية والمبالغ بها في بعض السيطرات الخاصة بمداخل المدن، ومنها سيطرة مدينة الكوت من جهة العاصمة بغداد التي يقسم فيها التفتيش الى ثلاث مراحل، الاولى سيارة السونار، ث

بات السفر والتنقل بين المدن والمحافظات العراقية معضلة ليست بالهيّنة بسبب الإجراءات الروتينية والمبالغ بها في بعض السيطرات الخاصة بمداخل المدن، ومنها سيطرة مدينة الكوت من جهة العاصمة بغداد التي يقسم فيها التفتيش الى ثلاث مراحل، الاولى سيارة السونار، ثم عناصر الأمن وسؤالهم الأبدي (وين رايح منين جاي) بعدها يشير اليك الى أن تسلك الطريق الذي يحدده، وهو بمثابة المرحلة الأخيرة، بعض السيارات تسلك السايد الأيمن وتفتيش روتيني وأخرى الى الجانب الأيسر، وهي في الغالب سيارات التاكسي، وأي سيارة بداخلها شباب ما يعني الانتظار لوقت ليس بالقصير...
سبق وأن وردتنا شكوى من بعض طلبة جامعة واسط حول الإجراءات الامنية المبالغ بها واصرار بعض عناصر الأمن على تفتيش سياراتهم بـكلاب وحدة (k9) رغم اظهارهم هوياتهم الجامعية وعرض ما يحملوه بحقائبهم من أطعمة وملابس، الأسبوع الماضي واثناء سفري لمدينة الكوت، تلمست معاناة المسافرين وانتظارهم أن ينهي (كلب) وحدة التفتيش استراحته، تحت لهيب المسقف الحديد ودرجات الحرارة المرتفعة ..
سجاد محسن، سائق سيارة تاكسي على خط بغداد – عمارة، بيَّن أن الانتظار بهذا الشكل مهين بحق العراقيين، متابعاً: فمن غير المعقول أن يتم التعامل معنا وفق مزاجية هذه الوحدة المكلفة بالتفتيش. متسائلاً: عن دور عناصر الأمن وسيارة السونار.
فيما بيَّن المواطن مهدي الحياوي، العائد الى مدينته بعد الانتهاء من مهمة عمل في العاصمة بغداد، أن جل تفتيش عناصر الأمن ينصب بالبحث عن المشروبات الكحولية التي يبدو أنها بنظر المسؤولين أخطر من الفساد الذي يعبث بشؤون المدينة. مضيفاً: أنه ينتظر منذ نصف ساعة حتى تنتهي استراحة (الكلب). واصفاً: هذه التصرفات والاجراءات بمثابة الاهانة بحق المسافرين، ان كانوا ممن يريدون الدخول الى المدينة أو سكنتها بعد قضاء أعمالهم ومهامهم في العاصمة.
فيما علقت السيدة وداد هادي، موظفة متقاعدة، كانت تراجع معاملتها في العاصمة، كان الدخول الى العاصمة أشبه بالمعجزة بعد توقف مئات الشاحنات الكبيرة في سيطرة جسر ديالى وغلقها ممر دخول السيارات الصغيرة دون أن يحرك رجال الأمن ساكناً. مضيفة: وها أنت ترى حالنا تحت هذا المسقف وارتفاع درجات الحرارة. اثناء حديث السيدة اتضحت ملامح الفرحة على محيا المواطنين الذين تركوا سياراتهم فقد خرج (الكلب) كي يشم السيارات واحدة تلو الأخرى لم تستغرق العملية أكثر من 8 دقائق كي يسمح بمرور قرابة 30 سيارة بما تحمله من مواطنين بمختلف الأعمار... أحد عناصر الأمن علّق، هذه تعليمات من جهات عليا، وهناك كاميرات مراقبة وعناصر استخبارات. وعن مدى فاعلية وحدة (k9) لم يجب بشكل صريح، لكن علامات التذمر كانت واضحة عليه...