TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أشكيلي أم .. أشكيلك؟!

أشكيلي أم .. أشكيلك؟!

نشر في: 8 أغسطس, 2017: 09:01 م

دائماً ما يؤخذ على أغلب الاتحادات المركزية تخوّفها من خوض المنافسات القارية الصعبة التي يظهر فيها المحك الرئيس لعملها طوال عام كامل أو عامين استعداداً للأرتقاء بالمنافسة، وما يمكن تحقيقه أمام كبار المنتخبات وصغارها لاسيما في لعبة مثل الكرة الطائرة التي تفاجئك بسبات عميق ثم تخرج لتحلق في مواجهة قمم القارة قبل أن تصطدم بالفوارق الفنية والبدنية لتهوي في مراكز لا تليق بتاريخ وسمعة الكرة العراقية في عهدها الثمانيني الزاخر بالإنجازات.
ما حدث في بطولة آسيا التي ضيّفتها العاصمة الاندونيسية جاكرتا، يدعم وجهة النظر آنفة الذكر، ويفتح ملف الطائرة لمن يبحث عن الاصلاح الجاد وليس الترقيعي، فالعلّة تكمن في عدم التعامل الاحترافي مع القاعدة التي تبقى ترزح من فئتي الناشئين والشباب حتى الوطني تحت وطأة التدريب الروتيني الذي يخلو من ابسط مفاهيم العمل الاحترافي بشهادة العاملين ضمن التخصص الفني لأسرة اللعبة من أجل التظاهر أمام مسؤولي اللجنة الأولمبية أن اللعبة حيّة ولم تمت وهناك مبرر لتواصل منح اتحادها الميزانية السنوية، وبالمناسبة هذا الأمر ينطبق على كثير من الاتحادات التي لا يختلف نهجها عن الطائرة وإلا ادحضوا كلامنا وقدموا لنا منتخباً وطنياً من الألعاب الجماعية غير كرة القدم نافس على المراكز الثلاثة الأولى منذ عام 2003 حتى الآن!
ألا يكفي التحجّج بظروف العراق ومعاناته لأكثر من 14 عاماً، إن كان الأمر كذلك لماذا لا تكيّف الاتحادات ظروفها، وتخصّص أموالها وفق أهداف تحقق لها النجاح بدلاً من الضحك على الآخرين بنتائج هزيلة وأنشطة بائسة وتحدّيات فارغة مثل وعودهم المبطّنة بالأعذار القبيحة عند أول هزيمة على يد أحد فرق مناطق آسيا في (الشرق والجنوب والآسيان) ؟!
إن مسارعة رئيس اتحاد الكرة الطائرة مناف فاضل، للبدء بإجراءات اصلاحية للمنتخب الوطني حال عودة بعثته من العاصمة الاندونيسية جاكرتا بعد احتلاله المركز 13 بين 16 منتخباً مشاركاً في بطولة آسيا، لا تعفيه من تحمّل المسؤولية أولاً وهو يرى منتخبنا يسجّل أسوأ مشاركة في عهد اتحاده الحالي، وينبغي قبل الطلب من مدرب المنتخب التونسي نزار أشكيلي تثبيت الحقائق الفنية التي تسببت في تمرّغ سمعة المنتخب بثلاث هزائم أمام تايوان (0-3) يوم 25 تموز الماضي وباكستان (1-3) 26 منه، وتايلاند (1-3) 27 الشهر نفسه، ينبغي أن يوضح رئيس الاتحاد للإعلام الرياضي ماهية التحضيرات التي قدمت للاعبين قبل توريطهم في مواجهة منتخبات آسيا، وما العلامات الفارقة في السيرة الفنية للمدرب التونسي التي جذبت اهتمام الاتحاد للتعاقد معه في ظل ضعف أغلب اللاعبين وانهيارهم في الأوقات الحاسمة من أشواط المباريات؟
ويكفي للدلالة على مسألة مهمة، إن فوز المنتخب الوطني على هونغ كونغ (3-1) في 29 تموز الماضي وعلى السعودية (3-0) في 30 منه، وسريلانكا (3-1) يوم 31 الشهر ذاته، فضح المستوى الحقيقي لمنتخبنا وحاجته لعديد المباريات التجريبية من مستوى هكذا منتخبات قبيل خوضه التحدي مع دول لها باع طويل وقادرة على انتزاع اللقب كالتي تأهّلت الى المربع الذهبي مثل أندونيسيا وكوريا الجنوبية واوزبكستان واليابان التي تزعمت آسيا عقب فوزها في نهائي البطولة يوم 1 آب الحالي.
إن اللجنة الأولمبية الوطنية وعلى وجه الخصوص لجنة الخبراء، مطالبة بتضييف رئيس اتحاد الكرة الطائرة مناف فاضل، مع رئيس اللجنة الفنية في اتحاده لتوضيح ما ذكره المدرب اشكيلي للموفد الصحفي الزميل طه كمر، في رسالته الثامنة الأخيرة عقب اختتام مشاركة منتخبنا ما نصّه (أن البطولة جاءت بوقت قريب من بطولة الأندية الآسيوية التي اختتمت في فيتنام وحصل فريق البحري على المركز الخامس ومثله لاعبو منتخبنا الوطني أنفسهم، وثمة حلقة ضائعة في المعادلة يجب البحث عنها، وهي إقامة المباريات التجريبية التي يفتقدها منتخب العراق من دون جميع منتخبات البطولة التي عسكرت في دول أوروبية لها باع طويل في مجال اللعبة وكل منها حقق 7 الى 8 مباريات باستثناء منتخبنا الذي عاد من مشاركته في فيتنام ليأخذ راحة سلبية ثم يتجه الى جاكرتا ما جعل مردوده سلبياً) !!
هل يعقل ذلك ؟ منتخب وطني يحظى باهتمام اللجنة الأولمبية، ويمثل الخط الأول للعبة الطائرة أسوة بالقدم والسلة، ويشدّ الإعلام والجمهورعند كل مشاركة، يتم زجّه بنفس اللاعبين في بطولة للأندية الآسيوية باسم نادي البحري تختلف فيها قوة المنافسة ونوعية اللاعبين عن بطولة آسيا للمنتخبات، ثم لا يأخذ اللاعبون قسطاً وافراً من الراحة ليتم رميهم من أعلى قمم الطائرة في آسيا، من المسؤول هنا الاتحاد، أم أشكيلي باعتباره صاحب القرار الفني وهو المعني ببرنامجه الاستعدادي، هل يجوز أن يبرر الاخفاق بشكواه للموفد من انعدام التدريب، أم الصحيح أن نشكو لـ(أشكيلي) كيفية موافقته على تسنم المهمة المنقوصة لأحد أركان النجاح فيها؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram