يعلمنا التاريخ أنه في العام 1492دخل الملك أراغون والملكة ايزابيلا الكاثوليكيان مدينة غرناطة، بملابسهما المورسيكية، بعد ان وافقا على بنود قانون استسلام آخر ملوك بني النصر، ابي عبد الله. ثم أنهما سكنا القصور المورسيكية في المدينة، التي كانت اسلامية لأكثر من قرنين ونصف، في قلب اسبانيا المورسيكية المعروفة بالأندلس، ومع ان الملكين كانا أكدا لأبي عبد الله، قبل استسلامه، ان مسلمي غرناطة سيكونون محميين وسيسمح لهم بالحفاظ على عاداتهم، لكنْ سرعان ما قلبت المساجد كنائس ومنع استخدام اللغة العربية، حتى بات كلُّ من يُكتشف انه يقرأ كتبا عربية غير اسبانية تُطبّق عليه عقوبات قاسية.
منذ الاربعينيات والخمسينيات وحتى الستينيات من القرن الماضي ولأسباب فقهية وطائفية ومالية ربما، كانت لأسرتنا (آل عبد العزيز) خصومة مع أسرة أخرى، في الحقيقة، كانوا أكثر منا عددا ومالا ووجاهة عند الحكومة، وفي نهاية الشتاء من العام 1962نشبت خصومة جديدة بين الأسرتين تعرض فيها اخي للضرب، تدخل أخيار وفضّوا النزاع . لم يكن لنا من بد من قبول ذلك، لكن اخي الأكبر هذا، كان له صديق متهور، سرعان ما ارتبط بالحرس القومي، بعد انقلاب شباط 1963. ولأنه يعلم بالخلاف بيننا وهؤلاء، فقد اقترح على أبي انه سيأتي بالسيارة(المسلحة) ويكسر أنف هؤلاء، الذين اعتدوا على أخي بالضرب. كان الأمر سهلا جداً عليه، والناس تعرف سطوة الحرس القومي آنذاك، لكن أبي رفض ذلك قائلا: هاي الدنيا دوّارة مثل الناعور، من يضمن لي أنها ستبقى على الحال هذه؟
وفي الموروث الشعبي ترد حكاية اخرى، تقول إن صديقين جلسا يشكيان لبعضهما سوء حالهما من فقر وعوز. فقال أحدهما وكان أكثر حكمة: لن تبقى الحال كما هي، وظل يرددها على مسامع صديقه كلما سمع شكواه، وفي واحدة من ضربات القدر حدث ان الرجل الشكاء اغتنى فجأة، وتغيرت أحواله فبنى بيتاً، واكتنز مالا، وحين جاءه صديقه وسأله عن أحواله فقال كما ترى أنا بأحسن حال، لكن الصديق الحكيم قال: لن تبقى على الحال هذه. ثم أن الرجل ازدادت أمواله وربحت تجارته، وبعد سنوات جاءه صديقه الحكيم قائلا قولته : لن تبقى على الحال هذه!! وهكذا تجري الحكاية حتى يأتي اليوم الذي يخسر فيه الرجل الغني تجارته وتذهب أمواله ويرجع فقيراً، ثم يحدث أن جاءه صاحبه الحكيم قائلا جملته الشهيرة: لن تبقى الحال كما هي، فيموت الغني ويدفن، فيأتيه صاحبه قائلا عند قبره: قلت لك: لن تبقى الحال كما هي، فيحدث ان الحكومة شقت شارعا وسط المقبرة فجرفت قبر الرجل وانتهى الأمر.
ثلاث حكايات نسوقها للذين يملكون السلطة في العراق اليوم، نقولها لهم اتقوا الله في البلاد والعباد، ما تقومون به لن يخلدكم فها انتم تحرفون القوانين لصالحكم وتفعلون بالمال والسلاح ما يحلو لكم، لكنها لن تدوم لكم، لأنها لم تدم لغيركم وكانوا أشدَّ وأقوى.
السلطة في حكايات ثلاث
[post-views]
نشر في: 8 أغسطس, 2017: 09:01 م