TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا عزاء للمبصرين !

لا عزاء للمبصرين !

نشر في: 9 أغسطس, 2017: 09:01 م

الويل للذين ولدوا  بعيون  سليمة ،، وملء صدورهم  الغُل والغش والحقد والكراهية ، ونياط قلوبهم أوهى من بيوت  العنكبوت .
……….

ما همّ إن كان اسمه محمد أم حسين آم عيسى ام ألان ؟؟ المهم انه عراقي الآصل والمولد .
وإن  مشيئة  القدر شاءت ان يولد بعينين كليلتين ، وعزيمة وإصرار عجيبين  على  تحدي  العجز والفشل والإحباط ، وعائلة لم تستسلم  للوهن والضعف  والإنحناء أمام صروف الدهر .. ليحمله والده  خارج  العراق يبتغي له علاجا .. وهربا من ماكنة الحرب  التي طحنت وما زالت تطحن بسنابكها وعجلاتها كل ما هو قائم  ، وتزيح كل ما هو جميل وواعد . لا بد إن إسمه في شهادة  الميلاد (( حسين علي  غازي الكريم )) وإن اسمه  اليوم هو (( الآن ّهنيسي )) وإن كلل بصره لم يمنعه من مواصلة  دراسته ليحصل على شهادة  في القانون من الدرجة الآولى من جامعة كمبردج ، ليصبح واحدا من بين سبعة طلاب تم قبولهم وهم على عوارض مرضية مشابهة ،،
(حسين ) أو (ألان ) ، رغم الوهن في عينيه ،، يمارس الرياضة ، والقفر بالباراشوت ، والسباحة، والتزلج على الماء ، و… القراءة . نعم ،من بين هواياته العديدة : القراءة !!
لا يشكو ، لا يتذمر ، لا يلعن الأقدار التي  ابتلته  بالكلل في النظر .
ويقول لمن يسأله عن احواله :  أنا محظوظ!!
محظوظ ؟!
فويل للذين حباهم الله بكل النعم ،وسلبهم نعمة الرضى ، وضرب على عيونهم  وافئدتهم غشاوة، فهم  بعيون مفتوحة —عميانا—  ولكن لا يبصرون  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram