الويل للذين ولدوا بعيون سليمة ،، وملء صدورهم الغُل والغش والحقد والكراهية ، ونياط قلوبهم أوهى من بيوت العنكبوت .
……….
ما همّ إن كان اسمه محمد أم حسين آم عيسى ام ألان ؟؟ المهم انه عراقي الآصل والمولد .
وإن مشيئة القدر شاءت ان يولد بعينين كليلتين ، وعزيمة وإصرار عجيبين على تحدي العجز والفشل والإحباط ، وعائلة لم تستسلم للوهن والضعف والإنحناء أمام صروف الدهر .. ليحمله والده خارج العراق يبتغي له علاجا .. وهربا من ماكنة الحرب التي طحنت وما زالت تطحن بسنابكها وعجلاتها كل ما هو قائم ، وتزيح كل ما هو جميل وواعد . لا بد إن إسمه في شهادة الميلاد (( حسين علي غازي الكريم )) وإن اسمه اليوم هو (( الآن ّهنيسي )) وإن كلل بصره لم يمنعه من مواصلة دراسته ليحصل على شهادة في القانون من الدرجة الآولى من جامعة كمبردج ، ليصبح واحدا من بين سبعة طلاب تم قبولهم وهم على عوارض مرضية مشابهة ،،
(حسين ) أو (ألان ) ، رغم الوهن في عينيه ،، يمارس الرياضة ، والقفر بالباراشوت ، والسباحة، والتزلج على الماء ، و… القراءة . نعم ،من بين هواياته العديدة : القراءة !!
لا يشكو ، لا يتذمر ، لا يلعن الأقدار التي ابتلته بالكلل في النظر .
ويقول لمن يسأله عن احواله : أنا محظوظ!!
محظوظ ؟!
فويل للذين حباهم الله بكل النعم ،وسلبهم نعمة الرضى ، وضرب على عيونهم وافئدتهم غشاوة، فهم بعيون مفتوحة —عميانا— ولكن لا يبصرون .