من المعروف، وفقاً للميثولوجيا اليابانية، أن حيوانات التَيبير tapir (باكو) تأكل الأحلام السيئة، وهكذا، فإن عنوان معرض الفنان الياباني كييتشي تانامي، "تعويذة التَيبير"، المقام حتى 5 آب، ربما قُصد به حماية المشاهدين من أي كوابيس قد تُحدثها أعمال تانامي
من المعروف، وفقاً للميثولوجيا اليابانية، أن حيوانات التَيبير tapir (باكو) تأكل الأحلام السيئة، وهكذا، فإن عنوان معرض الفنان الياباني كييتشي تانامي، "تعويذة التَيبير"، المقام حتى 5 آب، ربما قُصد به حماية المشاهدين من أي كوابيس قد تُحدثها أعمال تانامي الفنية التي يتضمنها المعرض، كما يقول اندرو لي في عرضه هذا!
ويتألف المعرض من 11 لوحة وفيلم رسوم متحركة قصير، يحتوي كل منها على خيال شعبي شارح للنفس يتنادى به المعجبون بأعمال الفنان: طائرات نفّاثة جوية في كتاب هزلي " تدوّي" و"تتصادم" فوق نساء عاريات، بينما تزهر أشجار الكرز، وتتهشم موضوعات فنية يابانية معاً في شغب اللون!
فمنذ الستينيات وتانامي مرتبط بحركة الفن الشعبي pop-art، ومتأثر بفنانين مثل أندي ورهول وروي ليشتنشتاين. وقد لعب فن اللصق، أو الكولاج collage ، لديه، منذ الستينيات والسبعينيات، دور كبيراً (وما يزال يفعل ذلك)، إذ نجده يضع في بعض أعماله قصاصاتٍ من المطبوعات الهزلية ومجلات البنات الأميركية إلى جنبٍ صوره المرسومة لنساء في أوضاع جنسية.
غير أن ما أدخله تانامي على طابعه المميز باستمرار هو تجاربه الشخصية عن الحرب العالمية الثانية. فقد شهد وهو طفل تدمير الولايات المتحدة لطوكيو حرقاً بالقصف الجوي، ونرى في نتاجه المقاتلات النفاثة المرفوعة من أعمال ليشتنشتاين الكاملة تأخذ تناغمات منذرة بالسوء؛ وحين يقوم بوضعها جنباً إلى جنب مع نساءٍ عاريات وأعضاء جنسية منفصلة، والتي هي سمة دائمة من سمات فن تانامي، فإن الرسالة النفسية الجنسية تبدو واضحة هنا: مارسوا الحب لا الحرب!
وغالباً ما يقول تانامي، الذي بدأ كرسام ومصمم تصويري، إنه إضافةً لاستذكاراته الخاصة بالحرب، فإن الهلوسات، التي شهدها وهو يتعافى من مرض ذات الجنب في سن الرابعة والأربعين، هي المسؤولة عن أسلوب عمله الشارح للنفس على نحوٍ متزايد. وعلى كل حال، فمنذ أواسط العام 2000 ونتاج تانامي يزداد لخبطةً وكابوسيةً، وتبدو مجموعته الأخيرة كما لو أن الفنان البالغ من العمر 80 عاماً قد عاد من رحلة حادة ذات مستوىً إضافي من الجنون الهلوَسي.
فالنساء الكبيرات الرؤوس، الواسعات الأعين في أعماله السابقة غير متزنة هنا، مقطَّعة الأوصال ومبعثرة بين موتيفات وافرة ملطوشة من فنانين أثّروا في تانامي ــ نفّاثات الفنان ليشتنشتاين تطلق النار على ديوك إيتو جاكوتشو، ورؤوس "رابطة اتحاد" م. س. أيسكر المكشوفة تحوّم فوق منظر دي تشيريكو الطبيعي وقد غزته العناكب التي انتقلت إليه من نساء تانامي العاريات المغربَلات بالنقاط ...
فإذا كانت أحلام تانامي الأخيرة بهذا الشكل المفزع، فدعونا نأمل إذن في أن لا يكون التَيبير قد فقد شهيته بعدُ، وسيأكل أحلام الفنان السيئة، وفقاً لميثولوجيا اليابان!
عن: THE JAPAN TIMES