ضمن نشاطاته الثقافية المتواصلة، خص اتحاد أدباء وكتاب البصرة الدكتور علاء العبادي في جلسة ثقافية، أدارها أ.د .عبد الستار عبد اللطيف، مقدماً السيرة الثقافية للدكتور العبادي الحاصل على بكالوريوس لغة انكليزية عام 1980 - جامعة البصرة- والماجستير في الأدب
ضمن نشاطاته الثقافية المتواصلة، خص اتحاد أدباء وكتاب البصرة الدكتور علاء العبادي في جلسة ثقافية، أدارها أ.د .عبد الستار عبد اللطيف، مقدماً السيرة الثقافية للدكتور العبادي الحاصل على بكالوريوس لغة انكليزية عام 1980 - جامعة البصرة- والماجستير في الأدب الانكليزي جامعة بغداد عام 1993 عن أطروحته: " الحكمة الطريفة الملغزة في أعمال اوسكار وايلد المسرحية"، ومساهماته في ترجمة مقالات نقدية في مجلة " الثقافة الأجنبية"، ونشره (12 ) بحثاً أصيلاً في مجلات (مُحَكّمة) في العراق واليمن، عن شعراء وروائيين انكليز، و نشره عشرات القصائد والقصص القصيرة ، والدراسات النقدية في الصحف والمجلات العراقية - العربية، وترجم للغة الانكليزية مجاميع شعرية لعدد من الشعراء البصريين.عام 1999 حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة "صنعاء" عن أطروحته: "اللغة الرمزية في شعر الشاعر المتصوف الرومانسي وليم بليك". وتطرق أ.د عبد اللطيف إلى أهم الصعوبات التي تواجه المترجم العربي ، في ترجمة الشعر ، وهو ما له ارتباط بالثقافة العربية - الإسلامية ، وما فيها من رموز ومميزات شعبية ، تختلف باختلاف الشعراء وانتماءاتهم وثقافاتهم وأساليبهم، إذ يكابد المترجم من اللغة العربية إلى اللغة الانكليزية كثيراً ،خاصة إذا اعتمد الشاعر على مفردات محلية - عامية و ما فيها من شحنات عاطفية مكثفة. وبدأ الدكتور علاء العبادي، وبطلب من الحضور، قراءة مجموعة مختارة من قصائده التي نشرها منذ الأعوام 1984 - 2008.ثم تحدث عن "إشكاليات ترجمة الشعر" مؤكداً أن، ترجمة الشعر الموفقة، والترجمة عموماً ، تعتمد على توفر خلفية ثقافية بين مجتمع اللغة الأصل، ومجتمع اللغة المنقول إليها، مع المعرفة بأن اللغات تختلف في نحوها ودلالاتها وخصوصيتها الثقافية. وأكد د. العبادي ، بأن لكل ثقافة جذوراً تاريخية وبيئية ونفسية تخلق إطاراً للمعاني والقيم الجمالية والذائقة العامة، وبالتالي يصعب على المترجم نقل تلك القيم إلى لغة أخرى قد لا تتوفر فيها. وأكد د. العبادي، على المترجم أن يراعي ذائقة وأفكار المجتمع الذي يوصل إليه النص الشعري. وهنا تكمن الإشكالية في أن الفهم الصحيح للنص المُترجم والتفاعل معه يتطلبان فهماً لثقافتين قد تكونان متباينتين ،لأن كل ثقافة لها سياقَها التاريخي والنفسي الخاص بها، فالقارئ العربي المتمسك بقيمه القبلية ، يشعر بالزهو والغبطة وهو يقرأ " وما أنا إلا من غزية إن غوت - غويت وان ترشد غزية ارشد"، بينما يعتبر القارئُ الغربي هذا الرأي ساذجاً ومتخلفاً.ثم انتقل د. العبادي إلى الحديث الموسع حول ترجماته إلى اللغة الانكليزية لمجاميع عدد من الشعراء منهم ، كاظم الحجاج، وعلي الإمارة، وتطرق إلى الخصوصية المحلية - الشعبية - الدينية في بعض قصائدهم، والتي يجدها القارئ العربي بسيطة ومفهومة من قبله ويتفاعل معها ، كونها تخاطب وجدانه،و يطرب لمحليتها ولعبق الماضي التاريخي في بعضها ، بينما القارئ الغربي يرى أن قصائدهم غامضة ولن يتفاعل معها إلا عن طريق الهوامش التي تثقل عليه كثيراً، و ينصرف عنها ، باستثناء الدارسين الأجانب، والذين يذهبون إلى التخصص الأكاديمي في هذا الشأن، مستثنياً قصائد مجيد الموسوي وميزتها تكمن في قربها كثيراً من قصائد الشعراء الرومانسيين الانكليز وهمومهم، ولن يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية لأنها غير ذات أهمية له. ودلل د.العبادي على ذلك بعدد من النماذج الشعرية التي جهد طويلاً في ترجمتها إلى اللغة الانكليزية. و أثارت الجلسة الكثير من التعقيبات ساهم فيها بعض الحاضرين ، وتولى المقدم والباحث الإجابة على جميع الملاحظات ، بسعة معرفية مع تطبيقات تخص الترجمة عموماً.
جميع التعليقات 1
هشام
حوار جميل جدا فكيف الحال اذا حاولنا ترجمة قصائد مثل قول عنتره ابن شداد كأنها يــوم صــدّت مــاتكلمني ..ظبي بعسفان ساجي الطرف مطـروف