TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج : مول تجاري يحرق سوق بسطيات بغداد الجديدة ؟!

ريبورتاج : مول تجاري يحرق سوق بسطيات بغداد الجديدة ؟!

نشر في: 14 أغسطس, 2017: 12:01 ص

في الساعة الرابعة فجراً لاح خيط دخان أسود في الأفق الذي سرعان ما تحول الى سحب دخانية نتيجة سريان الحريق في محال بيع الملابس والعطور التي تجهزت لموسم العيد، وسرعان ما تبخرت أحلام اصحاب البسطيات والمحال بربح وفير، بل تحولت الى كوابيس في كيفية تسديد اثم

في الساعة الرابعة فجراً لاح خيط دخان أسود في الأفق الذي سرعان ما تحول الى سحب دخانية نتيجة سريان الحريق في محال بيع الملابس والعطور التي تجهزت لموسم العيد، وسرعان ما تبخرت أحلام اصحاب البسطيات والمحال بربح وفير، بل تحولت الى كوابيس في كيفية تسديد اثمان البضائع التي اشتريت بالآجل أو على طريقة التصريف... المشاهد موجعة، فالرماد جلَّ ما تبقى من ملابس مزينة بشتى الألوان ورائحة الحريق طغت على كل العطور، فيما عبث الدمار بلعب الأطفال التي تخصصت محال عدّة ببيعها... يروي سلام محسن صاحب أحد المحال المتضررة بشكل تام من الحريق، كما ترى لم يبقَ ثمة شيء يمكن بيعه وتسديد ثمنه سوى هياكل الحديد. منوهاً: الى تلكؤ فرق الحريق التي كانت بالإمكان أن تُقلل من الخسائر لو توفرت السيارات الكافية والمستعدة لأيّ حادثة. مستدركاً: لكن للأسف، لاتوجد أي متابعة لهذه السيارات التي تقف إحداهن على بعد 100 متر من اندلاع شرارة الحريق.
مثل كل حادثة تتنوع الحكايات والأسباب التي تختصر دائماً من قبل الجهات الحكومية بتماس كهربائي، لكن دون أن تبيّن إن كان بفعل فاعل أو سهواً، إلا أن احمد محمود صاحب بسطية لبيع ملابس الأطفال، بيّن أن هذا الحريق جاء بشكل متعمد، مشيراً الى جهات سياسية متنفذة تروم تحويل هذه المنطقة الى مول وإجبار اصحاب البسطيات على دفع آلاف الدولارات ايجار. مشدداً: على ضرورة تعويض اصحاب المحال والبسطيات والنظر الى عوائلهم التي تعتاش على هذه البسطيات. فيما أكد سجاد رهف، صاحب محل لبيع العطور ومواد المكياج، على أن الحريق أتى على كل البضاعة التي كلفته نحو 3 ملايين دينار نصفها ديون. موضحاً: أن الكثير من الأشياء تدل على أن الحريق جاء بفعل فاعل. منوهاً: الى جملة مضايقات تزايدت في الآونة الأخيرة من الجهة المسلحة المسيطرة على السوق والجباية والحراسة. داعياً: السلطات الأمنية الى اجراء التحقيق السريع بالموضوع وتعويض أصحاب المحال. في حين بيَّن علي عبد الحسن، يملك محلاً لبيع الملابس النسائية، أن اصحاب المحال تسوقوا قبل أيام معدودة استعداداً لموسم العيد والمدارس. مستدركاً: لكن حيتان الفساد والسيطرة على الأملاك العامة لم يمهلوهم التقاط أنفاسهم حتّى قاموا بحرق السوق. عاداً: ذلك العمل بالمتعمد لأجل ازالة السوق من قبل البلدية وتحويله فيما بعد الى مول أو مجمع تجاري، يكلف تأجير المحل الواحد آلافاً من الدولارات التي لايقوى الكثير من أصحاب المحال والبسطيات على دفعها.
من زار السوق مسبقاً سيعرف حجم الخراب والخسائر التي طالته، فهناك نحو 500 محل وبسطية ولو فرضنا أن كل واحدة منها فيها بضائع بكلفة مليونين دينار، فثمة خسارة تقدّر بمليار دينار عراقي، فضلاً عن إتلاف عشرات الأطنان من الحديد وكيبلات الكهرباء والمناضد الحديد والخشبية، يوضح فيصل اللامي صاحب أحد المحال القريبة من السوق، هناك جملة اشياء تسبّبت بالحريق منها إهمال بلدية بغداد الجديدة للسوق إن كان بترتيب الأكشاك والبسطيات أو رفع النفايات. مشيراً: الى أن دائرة كهرباء بغداد الجديدة هي الأخرى معنية بهذا الأمر بسبب سكوتها عن التجاوزات على محولات الكهرباء وسحب الكهرباء بشكل عشوائي. مبيناً: أن كلا الأمرين يدخل بهما ابتزاز اصحاب المحال والرشى.
كما حمّل اللامي الجهات الأمنية مسؤولة ترك حماية السوق بيد جهة معينة. موضحاً: أن هذه الجهة تتسلم أجور حراسة بالإكراه من أصحاب السوق المحترق وسوق "المخضّر". منوهاً: الى دخول البعض من أصحاب السلطة والمال لأجل تحويل المنطقة الى مول، وهذا ما جوبه بالرفض من أصحاب البسطيات والمحال الذين تمت معاقبتهم بهذا الحريق المفجع.
انتهت حكاية الحريق.. لكنَّ حكايات عوائل المتضررين بدأت. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram