حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس (الثلاثاء) من أن بلاده قد تنسحب من الاتفاق النووي في حال واصلت الولايات المتحدة سياسة «العقوبات والضغوط».وقال روحاني في كلمة ألقاها في مجلس الشورى أن «تجارب العقوبات والضغوط الفاشلة حملت الإدارات ا
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس (الثلاثاء) من أن بلاده قد تنسحب من الاتفاق النووي في حال واصلت الولايات المتحدة سياسة «العقوبات والضغوط».
وقال روحاني في كلمة ألقاها في مجلس الشورى أن «تجارب العقوبات والضغوط الفاشلة حملت الإدارات السابقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، مضيفاً: «إن أرادوا العودة إلى هذه التجربة، فسنعود بالتأكيد خلال فترة قصيرة لا تعد بالأسابيع والأشهر، بل في غضون ساعات وأيام، إلى وضعنا السابق ولكن بقوة أكبر بكثير». ولفت روحاني إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثبت للعالم أنه «ليس شريكاً جيداً» بتهديده إلغاء الاتفاق النووي الموقّع في العام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى.
وتابع: «في الأشهر الأخيرة، شهد العالم على أن الولايات المتحدة، إضافة إلى مخالفتها المتواصلة والمتكررة لوعودها المدرجة في الاتفاق النووي، تجاهلت اتفاقات دولية أخرى وأظهرت لحلفائها أنها ليست شريكاً جيداً ولا مفاوضاً موثوقاً».
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ست شركات إيرانية في أواخر تموز (يوليو) الماضي لدورها في تطوير برنامج للصواريخ الباليستية بعدما أطلقت طهران صاروخاً بإمكانه وضع قمر اصطناعي في مداره. وفي مطلع آب الجاري، وقع ترامب مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على إيران وروسيا وكوريا الشمالية، بعدما أقره الكونغرس. وتستهدف هذه العقوبات أيضاً برامج إيران الصاروخية وانتهاكات حقوق الإنسان. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات من جانب واحد، بعدما قالت إن تجارب إيران الصاروخية الباليستية «تنتهك» قراراً للأمم المتحدة أيد الاتفاق النووي ودعا طهران إلى الكف عن النشاطات المتعلقة بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية بما في ذلك إطلاق الصواريخ التي تستخدم مثل هذه التكنولوجيا. وتنفي إيران أن تطويرها للصواريخ ينتهك القرار وتقول إن «صواريخها غير مصممة لحمل أسلحة نووية». من جانب آخر صرح عضو مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية، أوليج موروزوف، بأن روسيا تعتزم القيام بكل ما يمكنها من جهد من أجل إقناع إيران بعدم الانسحاب من الاتفاق الخاص ببرنامجها النووي. وقال موروزوف- في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" الروسية- "أعتقد بأننا سنبذل جميع الجهود الممكنة من أجل إقناع إيران بالإبقاء على الوضع الراهن.. إن الانتشار العشوائي للتقنيات النووية ليس أمرا جيدا بتاتا للجميع، بما في ذلك لروسيا". وأضاف أن "موسكو في علاقاتها مع طهران تتصرف دائما وفق الالتزامات والمبادئ الدولية العالمية".
وفي سياق متصل رفض الحرس الثوري الإيراني، انتقادات أمريكية أشارت إلى أن طائرة إيرانية بدون طيار حلقت بصورة غير آمنة قرب حاملة طائرات أمريكية في الخليج كما دافع عن حقه في تنفيذ مهام دوريات جوية فوق المياه.
وكانت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية قالت الإثنين إن طائرة إيرانية بدون طيار اقتربت إلى مسافة 300 متر من حاملة طائرات أمريكية كانت في مياه دولية بالخليج لإجراء طلعات جوية.
وقال المتحدث اللفتنانت أيان ماكونهي إن الطائرة بدون طيار "اقتربت بصورة غير آمنة وغير احترافية" أثناء مرورها بحاملة الطائرات يو إس إس نيميتز دون إضاءة أنوارها مساء الأحد. وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان نشرته وكالة تسنيم للأنباء في وقت متأخر الاثنين، إنه ينفذ "مهام دوريات جوية في منطقة تمييز الدفاع الجوي الخاصة بإيران يوميا ووفقا للضوابط الحالية". وأضاف "طائرات الحرس الثورى بدون طيار مزودة بأنظمة ملاحة نموذجية ويجري التحكم فيها بطريقة احترافية". وأشار الحرس الثوري إلى أن الولايات المتحدة لا تملك "أنظمة تمييز واستطلاع تتمتع بالكفاءة". وشكا مسؤولون أمريكيون مرارا من الاحتكاك غير الآمن وغير الاحترافي بين القوات البحرية الأمريكية والإيرانية هذا العام.
وقال مسؤول أمريكي يوم الثلاثاء الماضي إن طائرة إيرانية بدون طيار اقتربت من مقاتلة أمريكية أثناء استعدادها للهبوط على متن حاملة الطائرات. وقال المسؤول حينئذ إنه الحادث الثالث عشر من نوعه خلال العام الحالي. وتبنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفا متشددا تجاه إيران في الآونة الأخيرة وقالت إن طهران تنتهك روح الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة سلفه باراك أوباما وقضى بتخفيف العقوبات على طهران مقابل كبح طموحاتها النووية.