TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تخبّطات ترامب في السياسة الخارجية.. هل ستُشعل حرباً مدمّرة ؟

تخبّطات ترامب في السياسة الخارجية.. هل ستُشعل حرباً مدمّرة ؟

نشر في: 20 أغسطس, 2017: 12:01 ص

ربما كان ما صرح به دونالد ترامب مؤخراً بشأن العلاقات مع روسيا هو أشد بياناته عدائيةً، وجهلاً، وإضراراً بأميركا فيما يتعلق برئاسته المشاغبة القصيرة حتى الآن، كما جاء في هذا المقال للكاتب الأميركي مايكل كوهين. فقد عبّر ترامب في مؤتمر صحفي في بيدمينستر،

ربما كان ما صرح به دونالد ترامب مؤخراً بشأن العلاقات مع روسيا هو أشد بياناته عدائيةً، وجهلاً، وإضراراً بأميركا فيما يتعلق برئاسته المشاغبة القصيرة حتى الآن، كما جاء في هذا المقال للكاتب الأميركي مايكل كوهين. فقد عبّر ترامب في مؤتمر صحفي في بيدمينستر، عن امتنانه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطرده أكثر من 750 موظفاً من سفارة الولايات المتحدة في موسكو (كرد على العقوبات الأميركية ضد روسيا).

وقال ترامب، "إنني أشكره على ذلك، لأننا نحاول تخفيض لائحة الرواتب. وأنا شخصياً شاكر له جداً صرفه هذا العدد الكبير من الأشخاص، لأننا الآن لدينا لائحة رواتب أصغر. وليس هناك سبب حقيقي يجعلهم يعودون. ... سوف نوفّر قدراً من المال."
أين يبدأ الواحد بهذا؟
أولاً، إن صياغة ترامب لكلامه خاطئة. فالدبلوماسيون الأميركيون (المطرودون)  سيعودون إلى الوطن، لكنهم لن يُصرفوا من الخدمة. سيبقون على لائحة رواتب وزارة الخارجية.  
ثانياً، يشكر ترامب ــ رئيس الولايات المتحدة الأميركية ــ بوتين لاتخاذه إجراءاتٍ ضارة بالمصالح الأميركية. فإجراءات موسكو هذه ستجعل الأمر أصعب على الدبلوماسية الأميركية في جمع المعلومات والاستخبارات وستؤثر سلباً على كيفية فهم صنّاع السياسة في واشنطن لما يجري في روسيا. فمعظم أولئك الذين يُتركون وشأنهم سيكونون من الكادر الروسي المحلي، الذين يعملون في السفارة الأميركية في موسكو.  ويمكن أن يؤثر هذا سلبياً على التنقل بين البلدين والعلاقات التجارية على الأرجح. وذلك أمر سيّئ بالنسبة لأميركا ودليل إضافي مع هذا على أن ترامب ليس لديه فكرة عن أي دور تلعبه الدبلوماسية في الشؤون الدولية.  
وأخيراً، فإن كلمات ترامب  تُعد إهانة استثنائية للهيئة الدبلوماسية الخارجية. فبدلاً من إعادتهم، يأخذ هو حرفياً جانب منافس أجنبي، منافس تدخّل بشكل سيّئ في الانتخابات الرئاسية. فكيف سيشعر الموظفون الذين يخدمون عبر البحار بشأن ما قاله الرئيس عنهم؟ إن المعنويات الآن سيئة بما فيه الكفاية في وزارة الخارجية. وهذه التعليقات ستجعل الأمور أسوأ ليس غير.
وربما الأسوأ من هذا كله أن الشخص الذي ستسرّه تعليقات ترامب هو بوتين. فهو يعرف الآن أن ترامب سيجعله بذلك لا يدفع أي ثمن لإضعاف المصالح الأميركية. وسيتلقى تهنئة الرئيس وامتنانه، أيضاً.
وإذا تأملنا موقف ترامب في ضوء الأزمة مع كوريا الشمالية، وتغريداته بشأن استعدادات الولايات المتحدة العسكرية للتعامل معها، والتهديد بالقوة العسكرية ضد هذا البلد كما يتضح من الذاكرة. والمزعج أكثر أنها تقريباً عربدة طائشة. فهل ترامب مستعد حقاً لتوجيه ضربة إلى كوريا الشمالية " إذا تصرفت من دون تعقل" (وما الذي يعنيه ذلك فعلياً؟) هل القوات المسلحة الأميركية مستعدة لهجوم كهذا؟ وهل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، خاصةً كوريا الجنوبية، ستدعم مثل هذا التحرك؟
إن الحرب مع كوريا الشمالية يمكن أن تُطلق سلسلة من الأحداث الكارثية على شبه الجزيرة الكورية بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية ضد كوريا الجنوبية أو اليابان بل، ربما، الأقاليم الأميركية في الباسفيك. وفي الأقل، فإن الرد التقليدي الكوري الشمالي على الهجوم الأميركي يمكن أن يؤدي إلى قتل مئات الألاف من الناس في المنطقة.
وكل هذا يذكرنا بأن التهديد الأعظم لأميركا، وللسلم والاستقرار الدوليين، هو ترامب. فمساعد بوتين هذا، الضعيف الإحساس، المصاب بلوثة في عقله، المعربد، والجاهل هو المسؤول عن الدبلوماسية الأميركية، والقوات المسلحة، ومخزونها النووي. وهو يتصرف بطرق تزيد من إحتمال حدوث حرب، ويقوّي منافسي أميركا، ويضعف المصالح الأميركية.
عن /  The boston globe

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram