تصاعدت مؤخرا وتيرة العنف في بعض الولايات الأميركية، وازدادت المناقشات الحادة المقترنة بمظاهرات وإشتباكات بين فصيلين سياسيين، اتخذوا من الإنترنت منصة لهم، ثم توجه كل منهم للتعبير عن أيديولوجيته في الشوارع الأميركية، حيث وصفهم الرئيس الأميركي دونالد تر
تصاعدت مؤخرا وتيرة العنف في بعض الولايات الأميركية، وازدادت المناقشات الحادة المقترنة بمظاهرات وإشتباكات بين فصيلين سياسيين، اتخذوا من الإنترنت منصة لهم، ثم توجه كل منهم للتعبير عن أيديولوجيته في الشوارع الأميركية، حيث وصفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنهم مصدر قلق للأميركيين.
فشهدت 3 ولايات أميركية مظاهرات وإشتباكات عنيفة بين عدد من حركات اليسار المتشدد ومنها، "أنتيفا"، وحركة "حياة أصحاب البشرة السوداء"، وحركات اليمين الوسطي، واليمين المتشدد، ومنها حركة "القوميين البيض"، أو "السادة من أصحاب البشرة البيضاء"، والنازيين الجدد"، و The KKK. وشهدت مدينة دالاس، بولاية تكساس مساء السبت، مظاهرات عنيفة، حاولت الشرطة تفريقها بالأحصنة، عند النصب الآثرية الكونفدرالية، الجاري الجدال حول جدوها حالياً في الولايات المتحدة، وكان هناك ما يقرب من 2300 متظاهر. ماهي هذه الحركات المتسببة بقلق في الوسط السياسي الأميركي، وما هي مبادئهم؟
الحركات اليمينية؛ منها اليميني الوسطي، واليميني المتشدد، فاليميني الوسطي يعرف باسم "القوميين"، أي من ينتهجون المبادئ القومية، ومنها مبدأ "سيادة العرق الأبيض"، أي "الأبارتيد"، على باقي المجموعات العرقية، وتفضيله. فالقومية في الدول الغربية تختلف تمام الاختلاف عن القومية في دولنا العربية، حيث أن الإستعمار قام على مبدأ سيادة العرق الأبيض، والعنصرية والفاشية، ومعاملة الأخر بطريقة دنيا ولهذا تكره الحركات السياسية الأخرى مبدأ المدرسة القومية في الحكم، لإنه مقترن بالعنصرية والتمييز. ومن الحركات اليمينية الوسطية، أنصار عضو الكونغرس السابق، بيرنى ساندرس، ويطلق عليهم اسم "التقدميين".
ولكن هناك مجموعات أكثر تطرفاً وتشدداً، ومنهم "النازيون الجدد"، ومجموعة The KKK، وهي مجموعات تنتهج معاداة السامية، وضد الكاثوليكية، وضد وفود المهاجرين إلى بلادهم، ويطالبون بتطهير العرق الأميركي من الوافدين، وعلى الرغم من أن كثيراً منهم مؤيد للرئيس الأميركي ترامب، إلا انهم معادون للحزب الجمهوري ذاته، وهو مرجعية ترامب الحزبية.
أما عن الحركات اليسارية، فهي حركات متشددة، وتنتهج مبادئ ضد الفاشية، وضد العنصرية، وضد الرأسمالية، وضد الحكومات، وضد التمييز العرقي والديني، ولكنهم يعبروا عن ذلك بإنتهاج العنف الشديد، أي "الأناركية"، أو "الفوضى"، ويظهر ذلك في المسيرات التي يقومون بها، والمظاهرات التي ينظمونها، ولهذا يشتبكون دائماً مع أنصار اليمين الوسطي والمتطرّف، ودائماً ما يبدأون هم بالعنف ضد المظاهرات المضادة لهم. وهذا ما حدث في الاحداث المؤخرة في المدن الأميركية.
إلى جانب كل هذا هناك صراع دائر ونقاش موسع في الإعلام الأمركي، تحدث عنه الرئيس الأمركي دونالد ترامب أكثر من مرة، وهو جدوى وجود التماثيل الأثرية من عصر الكونفدرالية الأميركية، أي أيام الحرب الأهلية الأميركية، وإستعباد الآفارقة، وآلت المظاهرات إلى عنف شديد ونتج عنه إشتباكات ومصرع بعض المتظاهرين، بل وضباط الشرطة الأميركية. حيث شهدت ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة، وتحديداً مدينة تشارلوتزفيل، عدة مظاهرات مطالبة بإزالة تماثيل الكونفدرالية بميادين وساحات المدن الاميركية.
وترجع تلك التماثيل إلى زمن العبودية في الولايات المتحدة، ويطالب عدد من "القوميين البيض" بعدم إزالتها، بينما يوافق الأخرون على إزالتها، مما أدى إلى إشتباكات بين الطرفين.