اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أساطير.. وخرافات!

أساطير.. وخرافات!

نشر في: 21 أغسطس, 2017: 09:01 م

نشأت بين الأسطورة والخرافة مشتركات كثيرة هي أبعد مما يتصوره عقل حين يتعلق الأمر بالمباراة الموعودة على أرض البصرة بين نخبة من نجوم الكرة العالمية الذين كانت لهم في زمان مضى صولة وجولة في الميادين، وبين نجوم للكرة العراقية ما زلنا نختلف على توصيفهم أو تجميعهم فضلاً عن شروعهم أصلاً في التحضير لهذه المباراة!
وبعبارة أخرى، تتحول عندنا (الأساطير) بفعل فاعل معلوم، وليس بقدرة قادر مجهول، إلى (خرافات) تستدرّ منا مزيجاً غير متجانس من علامات التهكم والسخرية والتعجب والغضب، وهي مشاعر شتى تجتاحنا الآن ونحن نرى هذا النزاع شديد الوطأة بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم!
النزاع يوحي بأننا أمام فريقين متقابلين يسيران في خطين متوازيين، واللقاء بينهما عند أي نقطة مستحيل، لهذا يأتي الافتراق على مباراة ليلقي ضوءاً على هذه الفوضى العارمة التي نعيشها في الرياضة بعد أن عشنا الفوضى وجربناها في مجالات أخرى أقلّ أو أكثر أهمية في المشهد الحياتي ليومنا!
حين سعت الوزارة إلى استقدام المنتخب الأردني في تتويج للمشهد الرائع على أرض الفيحاء البصرة، كانت حدة الاعتراض وربما الخلاف بين الطرفين عند حدود يمكن ضبطها أو السيطرة عليها، وبالنتيجة فإن الطرفين خرجا منتصرين من تلك التجربة فصفقنا لهما جميعاً، فلا الوزارة قالت إنها تستأثر لنفسها بالنصيب كله من النجاح ، ولا الاتحاد صاحب الصلاحية والدور ادعى أنه كان وراء كل شيء، وبالنتيجة أيضاً صارت لدينا القناعة بأن الوزارة والاتحاد يمكن أن يعملا سوياً من أجل مزيد من الخطوات نحو إثارة الرأي العام العالمي واستقدام النجوم وتحميلهم رسالة عراقية من المشجع العراقي البسيط إلى الدنيا كلها حول الأضرار الفادحة الناجمة عن الحظر على حياة العراقيين بالمجمل!
ثم يأتي (فصل) التباعد بعدما تصوّرنا أن التلاقي بين الوزارة والاتحاد ممكن.. ولعل هذا السجال الذي ازداد حدّة بين الفريقين خلال الأيام الماضية يدفعنا إلى تخيل المشهد وكأننا نعيش في مكانين.. في دولتين.. في مجتمعين رياضيين.. فقد بلغت لغة الحوار - الأصح لغة التخاطب – درجة لم نألفها من قبل بين من يدير الشأن الرياضي مهما اختلفت صلاحياته، بينما يلوذ طرف ثالث هو اللجنة الأولمبية العراقية بصمت غير مفهوم، ولا كأن الأمر يعنيها، فلم تسع أبداً إلى فتح أي نافذة للحوار وهي التي تحتفظ بمقبولية لافتة لدى الوزارة والاتحاد معاً!
كنا نتصوّر أن مباراة الأساطير موعد جديد للفرح العراقي ، مهما تكن الجهة التي تتولى التخطيط والتنفيذ والإنفاق والإشراف والإخراج.. وإذا بنا نرى الصدام يبلغ درجة قصوى لا قبل لنا على احتمالها، ولا قدرة لواقعنا الرياضي البائس المتداعي على مواجهتها للتخفيف من صداها الذي يصمّ الاذان في كل الأرجاء!
مباراة الأساطير، وبسبب خلاف الوزارة مع الاتحاد حول المشروعية والصلاحية يحولها إلى انطباع لدينا وكأننا نتعامل مع (خرافات) تعشش على العقول وتمنعها من التعاطي بإنسانية وتجرد ومقبولية أمام مطلب الشارع العراقي الذي يريد رفعاً للحظر ولا يريد أن يتورط في نزاع جهات وكيانات وربما انتماءات تطلّ برأسها كلما ارتفعت نسبة الأمل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram