شبّ واحدنا ممن بلغ سن الستين وتجاوزها ، على مقولة كانت رائجة وشائعة آنئذ :(آن القاهرة تكتب ، وبيروت تطبع ، والعراق يقرأ ،)
ما كان ذاك القول مجانبا للحقيقة أو بعيدا عنها ،، فمعظم ابناء ذاك الجيل ، كان نهمهم للقراءة نهم جائع أمام مائدة عامرة بالأطايب — حتى الفقراء ومحدودي الدخل ، كانوا يتداولون الكتب بالشراء٠( بالتقسيط ) او بالإستعارة ،
هكذا قرأ ابناء ذاك الجيل تراجم سارتر ، وسيمون دي بوفوار ، وكولن ويلسون ، وتولستوي ، وديل كارنيجي ، والبير كامو ،، وعشرات غيرهم ،،، ناهيك عن جمهرة الكتاب العرب ، من المنفلوطي والرافعي ولطفي السيد ، وطه حسين ولويس عوض و نجيب محفوظ ورجاء النقاش .وزكي نجيب محمود ، والمازني والعقاد و..و.عشرات غيرهم ممن شكلوا النواة الثقافية العراقيةالتي أزهرت وأثمرت روائع الأعمال الأدبية الثقافية أواخر السبعينيات والثمانينيات و، و، لحين بدأ الإنحسار والعد العكسي التنازلي لنشر الكتب القيمة — التي تشكل الوعي الجمعي المحفز ، الداعي للتغير نحو الُأفضل والأجود على حساب الغث من التآليف .
……….
اتساءل ؟ : أما زال العراقيون يقرأون بذاك النهم للمعرفة،، وهم تحت هذا العسف اليومي : من شح في الرزق والعطالة المقنعة ، والبطالة السافرة ، والتسرب الفاضح من المدارس والجامعات ، وضعف الملكات الثقافية والمعرفية لدى الخريجين ،، فلم يشهد العراق منذ إعلانه دولة ذات سيادة ولحد اليوم ، ضعفا وإنحطاطا في منظومة التعليم كما نشهده اليوم …. الشواهد كثيرة ، ابرزها تدني مستويات النجاح (( المعلنة رسميا )) في المدارس والجامعات لدرجات فاجعة ،،
من المسؤول عن كل هذا الخراب ؟؟ ومن بيده الحل الأمثل ؟؟ ذلكم هو السؤال العويص الشائك الذي لا يجرؤ على إجابته أحد ، عزاؤنا الركون للمقولة البليغة ::
الأسئلة مبصرة ، لكن الأجوبة عمياء !!.
ما بال الأجوبة عمياء ؟
[post-views]
نشر في: 23 أغسطس, 2017: 09:01 م