في خطوة مفاجئة من نوعها وتحدث للمرة الاولى من قبل دولة كبرى في منظمة اوبك النفطية، عقد العراق العزم، وعبر اعلان وزعته الشركة العراقية لتجارة النفط "سومو"، على تغيير اسلوب بيعه لنفطه الى السوق العالمي، من المعايير المعتمدة عالميا، الى اخرى اسيوية، قد

في خطوة مفاجئة من نوعها وتحدث للمرة الاولى من قبل دولة كبرى في منظمة اوبك النفطية، عقد العراق العزم، وعبر اعلان وزعته الشركة العراقية لتجارة النفط "سومو"، على تغيير اسلوب بيعه لنفطه الى السوق العالمي، من المعايير المعتمدة عالميا، الى اخرى اسيوية، قد تحدث انقلاب في اساليب اوبك والدول الحليفة لها في التعاطي مع ازمة السوق.

وقال مصدران مطلعان إن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) أبلغت عملاءها أنها تنوي تغيير سعر القياس لخام البصرة في آسيا إلى سعر العقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة من متوسط أسعار خامي دبي وعمان على منصة بلاتس وذلك اعتبارا من كانون الثاني 2018.
التغيير المقترح تحول كبير من جانب العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، ليخرج على ما اعتاد عليه منذ عقود هو وغيره من أعضاء المنظمة مثل السعودية والكويت وإيران في الاستناد لتقييمات وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس العالمية للأسعار في تسعير خاماتهم.
وسيؤثر التغيير أيضا على تسعير أكثر من 12 مليون برميل يوميا من خامات الشرق الأوسط المتجهة إلى آسيا في تحد لدور السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
وقالت سومو في خطاب لعملائها بتاريخ 20 آب اطلعت عليه رويترز "في محاولة للوصول إلى القيمة الفعلية لصادراتنا من الخام إلى آسيا، وحتى تكون متوافقة مع تصورات السوق، نعتزم إجراء تغيير في معادلة التسعير الحالية للسوق الآسيوية".
وطلبت سومو من عملائها إبداء الرأي في الخطة بحلول 31 آب.
وقالت بورصة دبي للطاقة إنها لن تصدر أي بيان بشأن الأمر في الوقت الحاضر، بينما لم ترد سومو على طلب من رويترز للإدلاء بتعليق.
ويجري العراق إصلاحات بقطاعه النفطي تشمل إطلاق مبيعات للخام من خلال مزادات في بورصة دبي للطاقة للوصول إلى أسعار أعلى وإقامة مشروعات مشتركة لتجارة ونقل الخام لفهم ديناميات السوق وهو ما يُنظر إليه كخطة لكسب النفوذ وزيادة الإيرادات مع سعي البلاد لإعادة بناء اقتصادها.
وقال مصدر مطلع على الأمر "أظهرت بورصة دبي للطاقة ممارسات جيدة وشفافية أفضل من بلاتس ولديهم نظام مزادات أيضا".
ويبدو أن الخطوة تتماشى أيضا مع هدف سومو لقيادة تغيير في تسعير الخام بدلاً من إتباع السعودية، أكبر منتج في منظمة أوبك، والتي يحدد سعر البيع الرسمي لخامها الاتجاه لسائر المنتجين الرئيسيين في الشرق الأوسط.
ولا تستخدم الخامات العراقية في أي مؤشرات تسعير في الشرق الأوسط. ويرتكز تقييم بلاتس لسعر خام دبي على تسليمات خامات دبي وعمان وزاكوم العلوي لأبوظبي وخام الشاهين القطري.
وقال تاجر نفط في سنغافورة "يريد العراقيون على الأرجح أن يكون لهم خام قياس".
وبحسب خطابها لعملائها اقترحت سومو تسعير شحنات الخام في الشهر الحالي باستخدام أسعار خام عمان لشهرين سابقين في بورصة دبي للطاقة.
وقالت الشركة في الخطاب "تهدف مثل تلك الآلية إلى أن تظهر القيمة الحقيقية للخام العراقي بناء على شهر التداول في السوق الآسيوية".
وسيسري ذلك علي تسعير نحو مليوني برميل من الخام يوميا أو ما يقرب من ثلثي صادرات الخام العراقية من ميناء البصرة الجنوبي، وهو منفذ التصدير لمعظم نفط العراق.
وقال مصدر في قطاع النفط في دولة شرق أوسطية منتجة للخام "تمكن العراقيون في الفترة الأخيرة من تحقيق علاوة سعرية جيدة من خلال مزاد بورصة دبي للطاقة ولذا هناك بعض القيمة المضافة".
ومنذ نيسان يبيع العراق شحنة أو شحنتين من خام البصرة شهريا من خلال منصة مزادات في بورصة دبي للطاقة كوسيلة لاستكشاف السعر.
والعقود الآجلة لخام عمان، التي أطلقتها بورصة دبي للطاقة في 2007، هي العقود الآجلة عالية السيولة الوحيدة لخام من خامات الشرق الأوسط في آسيا.
وقال أحد المصادر إن من غير المتوقع أن تغير سومو طريقة تسعير نفطها المتجه إلى أوروبا والولايات المتحدة. وتسعر سومو صادراتها إلى أوروبا بناء على خام برنت المؤرخ بينما تستخدم مؤشر أرجوس للخام العالي الكبريت في تسعير مبيعاتها النفطية إلى الولايات المتحدة.
وتجدر الاشارة الى ان الدرجات العراقية لتقييم سوق النفط واسعاره، بالاعتماد على نظام دي ام ي العماني، غير متبعة حاليا من قبل اي دولة في الشرق الاوسط، الامر الذي سيجعل العراق رائدا في تحديد الاسعار والأطر، بالنسبة لمحيطه الاقليمي، وقد ينقل الامر الى مستوى عالمي اكبر، اذا ما نجح في تطبيقه واعتماده.
اعلنت وزارة النفط، في اخر بيان لها امس الاربعاء، ان معدل الصادرات والايرادات المتحققة لشهر تموز الماضي ، بحسب الاحصائية النهائية الصادرة عن شركة تسويق النفط العراقية "سومو" .
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في بيان له حصلت (المدى) على نسخة منه ان "الاحصائية النهائية الصادرة من سومو بينت ان مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر تموز الماضي من الحقول النفطية في وسط وجنوبي العراق بلغت 100 مليون برميل، في حين لم تسجل الاحصائية تصدير كميات من النفط الخام لحقول كركوك عبر منفذ جيهان التركي".
واضاف جهاد ان "ايرادات تصديرها لهذه الكميات من النفط بلغت 4 مليارات و400 مليون دولار، فيما بلغ معدل سعر البرميل الواحد 44 دولارا"، مشيرا الى ان "الكميات المصدرة تم تحميلها من قبل 33 شركة عالمية مختلفة الجنسيات، من موانئ البصرة وخور العمية والعوامات الاحادية على الخليج".

 عن موقع رويترز