التبادل والتلاقح الثقافي بين البُلدان أمرٌ صحّي، وصحيح، فكما أنه يسمح لنا بتوسيع ثقافاتنا، فهو يسمح أيضاً بتغذيتنا بمعارف مختلفة والتعرف على تقاليد وقيم جديدة، تخصّ البلدان الأخرى...
محاولات وزارة الثقافة العراقية في عقد معاهدات ثقافية مع دو
التبادل والتلاقح الثقافي بين البُلدان أمرٌ صحّي، وصحيح، فكما أنه يسمح لنا بتوسيع ثقافاتنا، فهو يسمح أيضاً بتغذيتنا بمعارف مختلفة والتعرف على تقاليد وقيم جديدة، تخصّ البلدان الأخرى...
محاولات وزارة الثقافة العراقية في عقد معاهدات ثقافية مع دول عديدة جاءت في سياق تصدير الثقافة العراقية وتسويقها دولياً، اضافة إلى الافادة من ثقافات الدول الأخرى.
في مجال الفنون التشكيلية، ضيّفت وزارة الثقافة العراقية العديد من الوفود لفنانين تشكيليين من دول مختلفة، وبخاصة إيران، محاولةً من خلال ذلك الافادة من التجربة الايرانية في مجال الفن التشكيلي، ولكن السؤال يدور حول الفنانين التشكيليين الذين ضيّفتهم دائرة الفنون التشكيلية في الوزارة، وهل جاءت تجاربهم بفائدة حقيقية في تبادل ثقافة الفن التشكيلي؟ وهل قدموا هؤلاء الفنانين ورشاً تعليمية وتطويرية حين زيارتهم العراق واقامتهم معارض في العراق، أم أن تلك المعارض جاءت في خانة إسقاط الفرض ليس إلا؟
تساؤلات أخرى هل قدم الفنانون التشكيليون العراقيون معارض في الجمهورة الاسلامية الايرانية؟ قُبيل أيام ضيّفت وزارة الثقافة ودائرة الفنون التشكيلية التابعة لها وفداً من فنانين تشكيليين ايرانيين، يتألف الوفد من ستة فنانين، قدموا قُرابة 140 لوحة تشكيلية خلال معرضهم، الذي أقيم على قاعة الفنون في مقر الوزارة، حيث أكد د.شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية "أن المعرض تضمن مجموعة من الأعمال التي تصل إلى الاحترافية، والتي يمكن أن تشارك معارض عالمية، وخصوصاً للأعمال التي قدمتها الفنانات الايرانيات".
يجد المهدي أن "لا صحة للأقاويل التي تدور حول أن وزارة الثقافة تُضيّف هؤلاء الفنانين لغرض اسقاط الفرض فحسب، فنحن لا نقوم باشتراط أو اقتراح اختيار الفنان، بل المستشارية الثقافية الايرانية هي التي تقوم باختيار الفنانين الراغبين بتقديم معارضهم في العراق." مؤكداً "أن الوفد الايراني الأخير يتميز بفنانين اصحاب قدرة عالية ومميزة في مجال التشكيل، والمعرض كان متضمناً للوحات مميزة ومهمة جداً".
كذلك أكد الفنان التشكيلي العراقي مؤيد محسن، والذي حضر "السومبوزيوم" الثقافي المشترك "عراقي / ايراني" أن "معرض الوفد الايراني تضمن العديد من الأعمال الجميلة والمهمة في مجال التشكيل، وخصوصاً أن الفنانين الايرانيين غالباً ما يناقشون الطبيعة في لوحاتهم ولكن بشكل حداثوي، اضافة الى شهرتهم في استخدام ما يُعرف بالنمنمات في لوحاتهم، وقد وجدنا هذا حاضراً وبأسلوب جميل ومميز للغاية".أما عمّا قدمه الفنانون فتذكر الفنانة الايرانية زهرا جان قربان "أن مشاركتها في هذا المعرض جاءت لغرض الافادة من التاريخ الكبير والمهم للفن التشكيلي العراقي، ومحاولات لتبادل الثقافة التشكيلية بين البلدين".وأشارت قربان الى "أنها قدمت نحو 20 لوحة خلال المعرض، ناقشت لوحاتها الطبيعة، والحياة، ولكن بشكل حداثوي وألوان مختلفة وحديثة".بدوره أكد التشكيلي علي تن "أن لوحاته جاءت لتجمع بين الرسم والخط العربي، أو ما يُعرف بخط القرآن الكريم الذي يتضمن آيات قرآنية، حيث دمجت في اللوحة بين الرسم واللون والخط، وهذا الاسلوب يسمح للمتلقي أن ينظر إلى اللوحة بأكثر من جانب لأنها ستلامس موضوعات عدة".
تضمن الوفد الايراني الزائر للعراق ستة فنانين تشكيليين وهم، علي تن، زهرا جان قربان، رضا صفوي، رسول محمد خواه، أعظم محمدي، مريم ارتفاع.