صدرت مختارات تحمل عنوان (حبي) عن دار فوليو الفرنسية للنشر وتضمُّ مجموعةً من أجمل النصوص الأدبية لعدد من أكبر كتّاب العصر، والتي تتحدث عن الحب وتتضمن القصة والقصيدة والمشهد المسرحي.فعلى سبيل المثال، سنجد فيرلين، الذي نشر مجموعة شعرية بعنوان  (الح

صدرت مختارات تحمل عنوان (حبي) عن دار فوليو الفرنسية للنشر وتضمُّ مجموعةً من أجمل النصوص الأدبية لعدد من أكبر كتّاب العصر، والتي تتحدث عن الحب وتتضمن القصة والقصيدة والمشهد المسرحي.
فعلى سبيل المثال، سنجد فيرلين، الذي نشر مجموعة شعرية بعنوان  (الحب) في عام 1888 وكان يناشد فيها زوجته ماتيلدا، التي عشقها طوال عمره وخاطبها بكلمات عبّر فيها عن حب ملتهب وعميق الاحساس ..ويقول فيرلين في إحدى قصائده:
"اخشى من القبلة
مثل نحلة
أعاني وأسهر
ومثل نحلة
اخشى من قبلة !"
ثم يأتينا الفريد دي موسيه، الذي كتب بعضاً من أجمل قصائد الحب في اللغة الفرنسية بعد أن تركته حبيبته الشاعرة الشهيرة بتنكرها في زيّ رجل جورج صاند وهو على فراش المرض، وارتمت بين ذراعيّ الطبيب الذي يعالجه، فصار موسيه، يشكّل فلسفته الخاصة عن الحب من خلال قصائده بكونه زائلاً لايدوم ومهدداً بالخيانة من أحد الطرفين، وأجمل مافيه هو الذكرى التي تبقى عالقةً في أعماقنا حتى بعد أن ننتهي منه، لذلك كان يفضّل أن يعيش في الخيال كالحالم بدلاً من أن يرتطم بأرض الواقع المر ..يقول في بداية إحدى سوناتاته:
"عليك أن ترى ماهو ممكن أكثر
وأن تحب فقط ..."
وبالنسبة لشاعر الحب اراغون، الشهير بعشقه لحبيبته السا، فالحب هو دعوة لاتحاد روحين وجسدين ومطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة، لأنه مثّل انعكاساً لعصر الثورات السياسية والاجتماعية الذي عاش فيه ولفكره الشيوعي المتحرر.. ويقول في قصيدته "نشيد الأناشيد":
"بين ذراعيك .. أمضيت النصف الآخر من حياتي".
ويضمُّ الكتاب أيضاً الكاتب ستندال، الذي يقول في إحدى رواياته "نتائج الحب غير متوقعة" وهناك الكاتب المسرحي العظيم الذي يعتبر الحب أعمى ويقول في إحدى مسرحياته : "المحبون لايدركون مدى الحماقة التي قد يقترفون فعلاً... هذا صحيح فالإنسان حين يحب شخصاً يصبحان يملكان قلباً واحساساً واحداً ويصبح في طريقه للقيام بأي شيء في سبيل هذا الحب". ومن الكتّاب الآخرين الذين تحدّثوا عن الحب بطريقتهم بلزاك الذي قال: "الحب وامرأة ورجل وحرمان" .. إضافة الى كتّاب آخرين منهم فلوبير وراسين وجولييت دورييه وجين اوستن وبابلو نيرودا وايلوار ..الخ". وجرى تقسيم هذه المختارات الأدبية الى أربعة اجزاء ويشارك فيها ثلاثون كاتباً من أكبر كتّاب الأدب الفرنسي والعالمي.ويرى قُرّاء هذه المختارات أنها جاءت في وقتها لتنعش أرواحنا في عصرنا الجامد، خاصةً وأن ناشرها نجح في اختيارها وتقسيمها بشكل دقيق الى اصناف تضمّ الرواية والبحث والشعر والمسرح .. إنها بحق 236 صفحة من السعادة لايمكن لمن تقدّم له إلا أن يستمتع بقراءتها.