TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في قضيّة شبكة الإعلام وهيوا عثمان

في قضيّة شبكة الإعلام وهيوا عثمان

نشر في: 28 أغسطس, 2017: 05:01 م

adnan.h@almadapaper.net

الزميل هيوا عثمان من أفضل الكفاءات الإعلامية في العراق. هذا هو رأيي الشخصي الذي أظن أن عدداً غير قليل من زميلات وزملاء المهنة يشاطرونني إياه.
هذا الرأي ليس محكوماً بعلاقة أو مصلحة شخصية، إنّما يستند إلى معايير مهنية متعارف عليها محلياً ودولياً، هي معايير الكفاءة والخبرة والمعرفة والقدرة على الإبداع والتزام أخلاقيات المهنة.
لابدّ أن هذا بالذات ما كان وراء  اختيار عثمان منذ سنة إلى عضوية مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي، ولا يعني هذا بالضرورة أن اختيار غيره كان مستنداً إلى القاعدة ذاتها، فعلى الدوام كان في مجلس الأمناء للشبكة مَنْ هم بمواصفات متواضعة، لكنّ قانون المحاصصة المتّبع في التعيينات في مناصب الدولة، بما فيها مناصب الهيئات "المستقلّة"، له حكم آخر.
المواصفات المهنية المتوفّرة في السيد عثمان هي ما يفسّر نشاطه  الواضح على صعيد توجيه الملاحظات بشأن أداء الشبكة وإدارتها، ومن المفترض أن يُواجه هذا بالتقدير، فالمهني عادةً "الذي فيه ما يخلّيه" .. لا يسكت على خلل ولا يغضّ النظر عن زلل. وهيوا عثمان لم يبدِ ملاحظاته ولم يقل آراءه في شأن الشبكة من وراء الظهر، بل بصوت عال سواء داخل الشبكة واجتماعات مجلس الأمناء أو خارجها.
يبدو أن السيد عثمان قد وجّه أخيراً مذكرة إلى المجلس أجرى فيها تقييماً لأداء الشبكة وأوضح أوجه الخلل والقصور في عملها وإدارتها، وقد تسرّبت المذكرة إلى الإعلام، فردّت إدارة الشبكة بتقرير سطّرت فيه ما ترى فيه تطويراً وتغييراً في أداء الشبكة ورؤيتها للعمل الإعلامي وغاياته.
من الممكن أن يكون كل ما جاء في التقرير صادقاً وصحيحاً وحقيقياً، إن على صعيد توفير الأجهزة والمعدات الفنية المتطورة، أو على صعيد إعادة هيكلة الشبكة وتأهيل الكادر، أو على صعيد ضبط النفقات، أو على صعيد توسيع نطاق الخدمة التي تقدّمها الشبكة لجمهورها. ومن الممكن أيضاً أن تكون النوايا وراء هذا كله طيّبة، لكنّ المشكلة الحقيقية التي تؤشرها ملاحظات الزميل هيوا وسواه من الإعلاميين ليست في النواحي الإجرائية واللوجستية التي يُسهب التقرير في شرحها وإيضاحها .. المشكلة هي في مضمون ما تقدّمه الشبكة إلى الجمهور وفي مدى تأثيره في هذا الجمهور.
بكلّ صراحة، وبكل إخلاص أيضاً، إن القصور في أداء شبكة الإعلام على هذا الصعيد كبير. لم نتلمّس حتى الآن التغيير المؤمل ولم نشهد التطوّر المُرتجى.. لم تزل الشبكة أسيرة تقاليد المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في عهد النظام السابق .. لم تزل تتعامل مع نفسها ومع جمهورها بوصفها مؤسسة الحكومة وليست مؤسسة الدولة التي يُنفق عليها من المال العام كيما  تقدّم خدمة عامة غير متحيّزة تستند إلى معايير الموضوعية والعدل والإنصاف والتوازن والوطنية.
شبكة الإعلام مؤسسة وطنية تكلّف الموازنة العامة للدولة مبالغ طائلة .. يهمّنا، نحن أبناء المهنة، كثيراً أن تكون هذه المؤسسة، كما سائر المؤسسات الوطنية، بمستوى ما يُنفق عليها من أموال وعلى قدر ما يُعلّق عليها من آمال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. علي داوود

    السلام عليكم بودّي ان اتفق معك ببعض طروحاتك واختلف في البعض الاخر اتفق معك ان الشبكة كانت تجامل كثيرا ولكن في الفترة الاخيرة حصل تغيير كبير بسياستها وأصبحت تنتقد الحكومة وأدائها وهذا يعتبر تطور واتفق معك ان المبالغ المخصصة للشبكة لاتتناسب مع إنتاجها ولكن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram