بما أنك أصبحت محافظاً لمدينة البصرة، لذا، سنحسن الظن بك، كما أحسنا الظن بالذين قبلك، يوم نصّبوا محافظين، لكننا نلعنهم ونكيل الشتائم لهم الآن، بعد الذي فعلوه بالمدينة، لذا يتوجب عليك أن لا تبدأ من حيث انتهوا اليه، فتضطرنا الى لعنك والبراءة منك فكن عراقيا بصريا شريفاً، فما نعلمه عنك أكثر مما تعلمه أنت عن نفسك، وما الشهور السبعة التي تنتظرك بمجزية لك، كيما تفعل المعجزات، لذا عليك أن تعد نفسك، ولتكن رجل المرحلة القادمة، ولأننا نحرص على نجاحك فيها فاسمع منا ما لو أخذت به وضعناك على الرؤوس وحميناك بالنفوس.:
-كن بصرياً قبل أن تكون عراقياً، ذلك لأن البصرة مدينة يدخل العراقيون منها الى حياتهم ومنها تبدأ كل مصائبهم، فهي بوابة المَدنية ومخزون المال ومستقبل الأمة.
-لا تأبه، إذا قال البعض بانك مرشح السفارة الاميركية، فالذين قبلك جاءت الأحزاب الاسلامية بهم، ولم يكونا بالشرفاء وقدموا صورة كريهة في الفساد والطائفية والتخلّف. لكنْ، إذا كانت الاحزاب الاسلامية هي التي رشحتك فعليك أن تثبت لنا بانك أشرف منها، فصورتها في أدنى درجات تقديرنا جراء ما فعله سابقوك بنا.
-لتكن المدنية والتحضر والعلم والثقافة وقيم الجمال: أكثر المفردات التي تتداولها في حديثك، فقد سئمت الناس مفردات: مولاي أدامك الله، وإن شاء الله، وما شاء الله فعل وهذه إرادة الله .. الناس تريد من يقول لهم: أنا كشفت ملفات فساد المحافظين كلها، وسلمت القضاء المفسدين وقضيت على الجريمة وأفرجت عن المظلومين وأوصلت الماء الى البيوت وأنرت الشوارع واكملت شبكة المجاري وشغّلت المصانع ووو.
-لا تقبل أن تسمى بالشيخ اسعد العيداني أو الحاج أسعد فصورة شيخ العشيرة ورجل الدين هي الاقبح عند الناس اليوم، وما عادت الناس تظن الخير بهما، بل هما السبب في تردي أوضاع العراق، وهما من تسبب في ضياع البلاد وتخلف العباد، فاحرص على مناداتك بالاستاذ، وهي كلمة تليق بك كمهندس ورجل أعمال ناجح، وهي كلمة لا تحمل شيئا من التملق والمحاباة، بل هي الصدق ولفظة الكرامة والاحترام التي تليق بك.
-إذا كانت السفارة الاميركية هي من جاءت بك فلا تخجل من ذلك، جمهور البصرة والعراقيون جميعا يفضلون من جاءت السفارة الاميركية به على من جاءت إيران والسعودية بهم، بشرط أن تثبت لهم بانك الاصيل والوطني والشجاع وتأخذ من السفارة ما يجعل من مدينتك وناسها الأفضل، اثبت لهم بانك القوي، صاحب القرار لأنك سيّد الدار، آنذاك سيقف الجميع الى جانبك.
-لن تجد لغة مشتركة بينك وبين أي جهة دينية، ولو حرصت، حتى التي رشحتك( دولة القانون، كتلة المواطن او الحكمة وغيرها) إذا كنت شريفا حريصا على بناء مدينتك، فهم الفساد والتخلف والخراب والطائفية، لكنك ستجد لغة مشتركة بينك والاميركان إن كنت شريفا،طاهر اليد، حريصاً على سمعتك، ساعياً لبناء بلدك.
-لن تكون قوياً إلا بنزاهتك وبياض يدك، ولن تستطيع كشف الفساد إلا إذا كشفت عن ذمتك واموالك اولاً.
-البصرة بحاجة اليك، فكن صورة البصري الذي تريده الناس وتفاخر به، ولا تكن تبعاً لأحد، لا رجل دين ولا شيخ عشيرة، آنذاك ستجدنا معك، كلنا معك. الناس بغيتها الشريف فكن البغية والغاية والمنال.
يتبع
رسالة الى محافظ البصرة الجديد
[post-views]
نشر في: 29 أغسطس, 2017: 09:01 م