TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الكلمة !

الكلمة !

نشر في: 6 سبتمبر, 2017: 09:01 م

 

في البدء كانت الكلمة … كن .
وفي الختام ستكون .
وللسادة المتخمين ، والسيدات المتخمات ، اقول :كلوا هنيئا  واشربوا  مريئا ، عيثوا فسادا ، إعبثوا ،  تنعموا ،، ولكن إتركوا للمبتلين كلمة حق يقولونها دون خوف ، كلمة صدق دون رياء ،، يضعونها في صحونهم  الفارغة فتمتلئ ،، يزقون بها ارواحهم العطشى ، فترتوي … كلمة صدق ، هي المستقيم  والمنحنى . أهيم  بسطوتها ، اذعن  لسلطانها ، تراودني ، أراودها ، أشمها ، ألثمها ، كل كلمة مباغتة ، حياة ..أستقبلها بشبق ملهوف ، حين تحط  - كبلبل - على حين غرة ، حين تتجلى  كشمس ، حين تنجلي  كلؤلؤة ، أنحني أمامها كعابد ، عندها يسجد  الكون وتتعالى صلوات  التسابيح …
المحبة كلمة .. الحب كلمة ، الكره كلمة ، الوصال كلمة ، الوداد كلمة ، العداء كلمة ، الجفاء كلمة …. إنها مسرى ضوء ،، قطرة  ندى ، بوح عاشق ، بسمة
وليد ،
طوال يومي ، أطارد كلمة ،، تطاردني كلمة ،، ألاحقها ، تلاحقني ، أود من فرط  شغفي بها لو  تملكتها لأودعها رأسي ، قلبي ، رئتي ،
اّه.. كم هي شحيحة الكلمة حين تتمنع ،، كم هي كريمة حين تبذل لا تتبذل ،، لعوب ، غضوب ، شرود ، ودود هي الكلمة … ما أن اقتنص  إحداها ، حتي اعجنها بشهيقي ، وأخبزها بزفيري ، أهمّ بها ، بإلتهامها ، بإرتشافها ، انشغل بها عنها لأتفرس في ملامحها : عاجية كسن طفل ، دبقة كلحسة عسل ، براقة كمصقولة عقيق ،، واعدة كسنبلة حبلى . كآرجوحة دون حبال ،،
ما من بوح إلا وسره كلمة ،، إن للكلمة سلطانا ، رونقا ، رائحة ، لونا ، لديها كل ما إقتنته في تسيارها الأنهار ، كل ما إكتنزته في مسارها الشمس ،،،،،
فإلى الذين تنازعوا على شبر من الأرض وجرعة من شراب ونسمة من هواء ،،الذين تصارعوا على إمتلاك الذهب والعروش  والقصور والرياش ،، إلى الذين إستحوذوا على كل شيء  ويطلبون المزيد ….. خذوا ، حراما ، حراما حراما ، كل شيء وآتركوا  (( للمبتلين )) كلمة
( السطور من قصيدة ل—بابلو نيرودا —
بتصرف !!)    

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram