لا أعرف إن كان توقيت مباراة نجوم العالم مع نجوم العراق التي ستجري اليوم على ملعب جذع النخلة في البصرة الفيحاء جاء مناسباً في الزمان والحدث بعد الخروج الحزين للكرة العراقية من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات مونديال روسيا 2018 خاصة وأن الجماهير بدت حزينة وهي تشاهد فرحة المنتخبات المتأهلة التي لم تكن تمتلك فارقاً فنياً كبيراً في الأداء إلا أنها وظّفت خبرتها الإدارية وقيادتها الفنية نحو تحقيق هدف التأهل بعيداً عن فوضى التخطيط والرؤية الضبابية والتمسّك بالخيارات الخاطئة، ولو كانت بداية مشوار التصفيات كنهايته لطار الأسود بسهولة الى روسيا.
لا نريد للحدث الكبير الذي سيحييه نخبة من أساطير العالم أن تذهب ثمار أهميته وسط رياح الأحزان والانتقاد ونفرّط في فرصة قد تكون سبباً في ملامسة مسالك أكثر أمناً للوصول الى كأس العالم القادمة عبر إقناع الاتحاد الدولي بأحقية العراق وجماهيره في إعلان الرفع النهائي للحظر المفروض على ملاعبنا والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور اللذين لعبا دوراً محورياً لبقية المنتخبات في حصد نقاطها، بينما أجبرت منتخباتنا على خوض مبارياتها خارج أحضان الوطن.
إن حسن الاستقبال والتنظيم الاحترافي والحضور الجماهيري بسعة الملعب ستنير بالتأكيد الزوايا المظلمة التي ما زالت تقلق الفيفا وتسقط الذرائع من عدم قدرة العراق على تأمين المباريات أمنياً وتنظيمياً وهو ما يتطلب أن يرتقي نقل الحدث بتقنية فنية عالية تفرض على القنوات الناقلة الاشادة وتكون هي العين الناطقة بالنجاح وإيصال رسائل الاطمئنان لجميع دول العالم قبل الاتحاد الدولي فضلاً عن الانطباع الذي سيحمله نجوم العالم وتأثير تصريحاتهم على جميع وسائل الإعلام.
أساطير العالم في مباراتهم الأخيرة أمام نجوم المنتخب الأردني قدموا عرضاً ممزوجاً بين الاستعراض والجدية احتراماً لتاريخهم وللجماهير الحاضرة وتعاملوا باحترافية مع المنافس حينما استنزفوا طاقته وسمحوا لمرماهم باستقبال ثلاثة اهداف قبل أن ينقضوا ويسجلوا خمسة اهداف عطفاً على لياقتهم البدنية الجيدة الأمر الذي يتطلب من لاعبينا توزيع الجهد ومجاراتهم وعدم الاندفاع منذ بداية المباراة لئلا يفقدوا مخزونهم البدني وخاصة أن اغلبهم لا يمتلك المطاولة خلال وقت المباراة.
نعم المناسبة أقرب الى الاستعراض ، لكن قيمتها الفنية والاعتبارية تشكل محطة رائعة لاستذكار مهارات وصولات لاعبين شهدت لهم الملاعب العالمية بانجازات فريدة ستكون لأول مرة بمواجهة نجوم العراق السابقين ممن تركوا بصمة على مسيرة الكرة العراقية وكثير منهم لم يعتل منصات الاعتزال وهو ما يجعل من البصرة مناسبة لتكريم نجوم كرتنا في وداع جماعي.
باختصار .. لابد ان تتضافر كل الجهود مع وزارة الشباب والرياضة للخروج من امتحان التنظيم الى برّ الأمان عبر تقديم الدعم المعنوي والالتزام بالتعليمات والحضور الجماهيري وخاصة بعد أن تم تخفيض سعر التذاكر واعتبار ذلك واجباً طالما تصدّت له جماهيرنا الوفية بأكثر من مناسبة وكانت سباقة في البذل والعطاء من أجل سمعة الوطن وقدّمت درساً لمن يهدر الأموال من خزائن ميزانيته دون حرص أو توجيه لخدمة المنتخبات.
استعراض لتكريم النجوم
[post-views]
نشر في: 8 سبتمبر, 2017: 09:01 م