وقد أقيم بهذا العنوان (Conscientia : الوعي الأميركي اللاتيني) في نادي لويدز المتميز بلندن معرض جماعي للرسم والنحت الكولونيالي والمعاصر، و يضم مجموعة من الأعمال الفنية الكولونيالية لعدد من الفنانات والفنانين الأميركيين اللاتينيين، مثل ألبيرتو لامباك،
وقد أقيم بهذا العنوان (Conscientia : الوعي الأميركي اللاتيني) في نادي لويدز المتميز بلندن معرض جماعي للرسم والنحت الكولونيالي والمعاصر، و يضم مجموعة من الأعمال الفنية الكولونيالية لعدد من الفنانات والفنانين الأميركيين اللاتينيين، مثل ألبيرتو لامباك، كارلوس كروث ــ ديث، أيميليا يونيَر، سانتياغو مونتويا، سيلفيا مورغادو ... إلخ. و يرافق المعرض برنامج من الفعاليات المتنوعة التي تتضمن حديثاً للفنان، وزيارات لجامعي الأعمال الفنية، وجولات للأمناء.
و يقدم المعرض من خلال اللوحات و المنحوتات المعروضة فيه رحلة عبر الوعي الأميركي اللاتيني والتطورات الثقافية والسياسية والتاريخية التي شكّلته. و تتداخل في هذا المعرض ثلاثة أشكال من الوعي: الروحي، الذي يعزز الكثير من الوجود الأميركي اللاتيني، والعقلي، الذي يشكل الكيفية التي تُحكم بها الحياة، والعاطفي، الذي يدفع إلى التعبير عن الذات.
و تعكس الروحانية الأميركية اللاتينية الكثير جداً من التأثيرات. فقد اندمجت معتقدات الحضارات القديمة القائمة على الطبيعة مع المسيحية، والقيَم الأوروبية، والمعتقدات الأرواحية القادمة من أفريقيا. وقد أثار هذا المزيج الفريد تنوعاً غنياً من الانتاج الفني، الذي تشكل فيه الموضوعات الروحية، مثل التصوف، الحياة، الموت، الحياة ما بعد الموت، والتساؤل عن وجود الخالق، بؤرة أساسية للفن الكولونيالي وتستمر في التأثير على الفن الحديث والمعاصر.
لقد جلبت فترة ما بعد الكولونيالية في أميركا اللاتينية توقعات عظيمة لمستقبل أفضل، مقترنةً بدافع القضاء على الأنظمة الكولونيالية. غير أن حيوية مشاعر الاستقلال والاحساس بالسلطة كانت قصيرة العمر. فقد واجهت بلدان كثيرة كفاحاً اقتصادياً أعقبته تدخلات عسكرية و أنظمة فاشية. ومع هذا أحدثت هذه القوى تساؤلاً نقدياً وعميقاً وأوحت بكفاح مستمر لخلق واقعٍ جديد، و تعديله، و إعادة تشكيله. ولذلك تمتزج تيارات اجتماعية وسياسية قوية مع الكثير من التأثيرات الروحية لإبداع أعمال فنية فاتنة ومثيرة للتفكير على نحوٍ فريد.
وبالرغم من الاختلافات المهمة في تاريخ بلدان أميركا اللاتينية وتطورها الاقتصادي، فإن القارة تُظهر تماسكاً ثقافياً بارزاً. و تمثّل نوعية أهاليها المميزة ونتاجها الفني تعبيريةً انفعالية، يمكن رؤيتها كثالوث لا يتجزأ من المرح، والسوداوية، والدراما. و قد اجتذبت هذه الطاقة الانتباه العالمي للفن الأميركي اللاتيني وهي معدّة لتوسيع تأثيرها أيضاً.