TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فاسدون ..ولكن !

فاسدون ..ولكن !

نشر في: 8 سبتمبر, 2017: 09:01 م

اذا كان السيد مقتدى الصدر قد قام بتسليم النائب جواد الشهيلي المتهم بالتواطؤ مع مدير التجهيزات الزراعية السابق عصام جعفرعليوي لتهريبه من السجن ، ثم أعلن براءته من المسؤولين الصدريين المتورطين بقضايا فساد ، فمن يقف إذن وراء صفقة تحويل الشهيلي الى شاهد بعد أن ثبت تورطه بقضية تهريب عصام عليوي؟...مادور وزارة الداخلية في ذلك أم أن الأمر يتم بعلمها ، وماذا سيكون رد رئيس الوزراء الذي تباهى بالقبض على المجرمين واللصوص عبر منفذ الشلامجة وطالب بمتابعة جميع الفاسدين وكشفهم ...
نحن ندرك مقدما إن من يغرق من المسؤولين مهما كان صغيراً لابد وان يجر معه آخرين خاصة اذا واتته الفرصة لتقديم اعترافاته وكشف المستور من الصفقات السرية التي لابد وان تحمل بصمات مسؤولين عدة وترافق انكشافها فضائح لاقبل للبعض بتقبلها في هذه الفترة الحرجة فالجميع مشغول بتبييض وجهه والكتل والاحزاب تسعى لتنظيف أرديتها من البقع لتظهر ناصعة للشعب وتطرح من جديد خططها وأهدافها الداعية الى إسعاده وترفيهه وتخليصه من الفقر والقهر والمستقبل المجهول ..ألهذا يحاول البعض تخليص الشهيلي من قفص الاتهام والمثول للاستجواب وهل ستشمل الصفقات عصام عليوي أيضا لضمان عدم ثرثرته بما لايرضي البعض ، وقد نكتشف فجأة ان الرجل لم يكن فاسدا ومن صدور قرار بالحبس المشدد بحقه قد يغدو بريئا ويضيع دم الصفقات المشبوهة بين القبائل كما ضاعت قبلها آثار صفقات فساد عديدة وتم تبرئة الضالعين فيها أو تهريبهم خارج البلد ...
ومع القبض على عليوي ، انبرى أحد النواب لإتهام نائبين آخرين بالمشاركة في عملية تهريبه الى جانب جواد الشهيلي ، فهل سيتبرأ منهم أولياء نعمتهم ايضا أم سيعقدون صفقات انقاذهم قبل تحولهم الى متهمين أو القبض عليهم ..؟..باختصار ، سنظل شعبا صابرا على القهر والجوع والتهميش وسنواصل الخضوع للعبة الخذلان والخداع ، فنحن نشهد يومياً فضائح الفساد من كبار المسؤولين وصغارهم وتمر أمامنا قضاياهم في اشرطة تلفازية ومقاطع فيلمية في وسائل الاتصالات والتواصل الاجتماعي فنكتفي بالاستنكار والتعليق والتهكم ثم ننسى تدريجيا لننشغل بقضية جديدة وهكذا ..وربما أيقن المسؤولون ذلك فباتوا يطلقون في وجوهنا بالونات فسادهم غير عابئين بما سيصدر عنا من ردود فعل فنحن نعرف مسبقا إن هناك من سيفضح الفاسد وان الفاسد سيهرب أو يحصل على صك البراءة وإن هناك من سيتبرأ من أفعاله ..كما أن هناك من يخضع لضغوط من كتلته اذا ماحاول كشف فساد مسؤول آخر وهناك من يسعى الى شراء ذمم النواب للتغاضي عن استجوابه بل هناك من يحاول اغتيال من يصدر بيانا يستنكر فيه أفعاله !!
إذن ، حلبة الفساد كبيرة وتضم الجميع كما يبدو ، ولن يدهشنا بعد الآن سلوك أي لاعب فيها مادمنا نكتفي بالتفرج ..التفرج وحسب ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram