فوجئت، وأنا أترجم مادةً أدبية مؤخراً، بمعلومةٍ استفزّتني، في الحقيقة والواقع، وجعلتني أشعر بالخجل والإحباط، أصالةً عن نفسي ونيابةً عن وزارة الثقافة العراقية والاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق!تقول المعلومة، إن كاتبة روائية أميركية في الأربعينا
فوجئت، وأنا أترجم مادةً أدبية مؤخراً، بمعلومةٍ استفزّتني، في الحقيقة والواقع، وجعلتني أشعر بالخجل والإحباط، أصالةً عن نفسي ونيابةً عن وزارة الثقافة العراقية والاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق!
تقول المعلومة، إن كاتبة روائية أميركية في الأربعينات من عمرها تدعى كارين سلوتر Karin Slaughter، قد صدر لها منذ عام 2001 وحتى الآن 16 رواية، وتُرجمت أعمالها هذه إلى نحو 40 لغة في العالم، وبيع منها أكثر من 35,000,000 ( 35 مليون) نسخة!
وأنا هنا لا أتلقف ذلك لأرمي به هذين الصرحين الثقافيين العظيمين في العراق العظيم، وزارة الثقافة والاتحاد العام، كما قد يفكر البعض. ولكن في نفسي أن تجلس الوزارة العتيدة يوماً ما إلى جنب أخيها الاتحاد العام ويبحثان معاً ويبيّنان لنا، على سبيل المثال، ماذا فعلا طوال تاريخهما، خاصةً في العهد التحاصصي المبارك، كي تُنتج التربة الثقافية العراقية أدباً محترماً على الصعيد المحلي، والعربي، والعالمي؟ ولماذا لم يُنجب العراق العظيم أسماءً متألقة أخرى في الشعر والنقد والقصة والفنون الأخرى غير تلك التي أنجبها فيما مضى؟ وما هي نشاطاتهما المحمودة خارجياً في هذا الإطار؟ ولماذا تبيع كارين سلوتر هذه، مثلاً، 35 مليون نسخة من كتبها ولا يخطر في بال أي أديب عراقي من أدباء الاتحاد العام العظيم أن يبيع أكثر من 500 نسخة، في أحسن الأحلام؟ ألا يشعر الاتحاد والوزارة، مثلاً، بالغيرة من تألق أدباء العالم بينما أدباؤهما لا يتألقون .. ولا يحزنون؟!
أقول هذا لأنه لا بد أن هناك خطأً في الحالة الثقافية العراقية، مقارنةً، بأحوال الثقافات الأخرى، ولا بد أن هناك مَن يتحمل المسؤولية، وهو بالتأكيد ليس الكاتب الذي أوقفت الوزارة المطبوعات التي يُبدع من خلالها، ولا القارئ الذي لم يوفر له الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق صحيفة ثقافية واحدة ، أو نصف صحيفة، يتثقف منها، ولا حتى رئيس الوزراء وإن كان قد حجب منحة الأدباء والفنانين والصحافيين، ربما لأنه وجدهم على غير المستوى الإبداعي، أو الاحتجاجي، الذي يستحقون معه أي منحة!
وربما كان للنوّاب الذين اقترحوا مؤخراً تقديم السياحة على الثقافة في اسم الوزارة ليُصبح "وزارة السياحة والثقافة والآثار" الحق في هذا الاقتراح الغريب بالرغم من أن حال شهاب الدين ليست أفضل من حال أخيه، كما يقول المثل المعروف، مع بعض التعديل! .. و"عقبال" للاتحاد العام للأدباء التغيير المقبل المناسب لمضمونه الفعلي الراهن!