TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رياضة المماليك!

رياضة المماليك!

نشر في: 12 سبتمبر, 2017: 03:44 م

للكلمة وقعها المباشر من دون تزويق أو الأخذ بحسن الظن أو سوئه، فذلك معناه في قلب صاحبه الذي يجب أن يحسب حساب المتابعين لما يقول وما يكتب بقدر الصراحة المراد تعميمها لهم لاسيما إذا كان مضطلعاً بمسؤولية ذات نطاق واسع من الاهتمام الرسمي والإعلامي والشعبي.
ولا يختلف اثنان - إلا إذا كان لأحدهما غرض أو مصلحة – بأن كرة السلة العراقية شهدت تطوّراً ملفتاً يُقارب الطموح منذ عامين بفعل عاملي التجنيس والتخطيط اللذين هذّبا شخصية المنتخب الوطني ليحضر بقوة في المنافسات العربية والإقليمية والقارية أملاً في تحقيق مبتغاه العالمي بالوصول الى المونديال.
ويتفق أغلب المتابعين للشأن السلوي أن تصدّعات المرحلة السابقة بين مجلس إدارة الاتحاد وعدد من معارضيه خفّت كثيراً عن ذي قبل، ومضي رئيسه حسين العميدي للحديث بنبرة تفاؤل سواء للمدى أو بقية وسائل الإعلام أنه مرتاح الضمير لنجاحه بقطع دابر الانتهازيين والرافضين لمشروعه النهضوي بمرور الوقت، محققاً وئاماً بين الاتحاد والأندية لامست نتائجه نجاحات مسابقة الدوري الممتاز ومنافسات المنتخبات الوطنية في الخارج.
أ بعدَ هذه الصورة ؟، هل يوجد شك بعدم استقرار اتحاد كرة السلة وخلو مناخه من زوابع الاتهامات والتهديدات كالتي تشهدها بعض الألعاب ومنها كرة القدم الرياضة الأولى في العراق؟ كلا، لكن هذا لا يعني مثالية العمل وإنعدام الهنّات فيه، وما نشره العميدي في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك مساء أول أمس الأثنين يؤكد ذلك، ويفتح باب التكهّن بوجود صراع انتخابي بدأ بتحريك رماد ناره مبكّراً وذلك ما نستّشفه من كلمات المنشور ( بعيداً عن التكبّر والإدعاء والفوقية، فكرة السلة "مملكتي" ولا أسمح لقريب أو بعيد أن يعبث بها، بعض ممثلي الاندية في الاجتماع الأخير حَمَلوا بين طيات طروحاتهم معاول التهديم والعودة الى الوراء، لن نسمح ولن نرضخ لطروحاتهم التي تعبّر عن مصالحهم الخاصة أو مصالح المقرّبين منهم )!
نعم أن المجاهرة بمكنونات نَفَس المسؤول والرغبة بإطلاع الرأي العام عن جوانب سلبية تحيط باتحاده أمر فيه من الشجاعة والاعتدال ما يكفي للحكم على صدقية موقفه، إلا أن مواجهة كهذه بين الرئيس وحاملي المعاول تناقش في مجلس أجتماع رسمي يُحلل المشكلة ويُدحِض التهم إن وجدت ويقوّي قاعدة الثقة بين الاتحاد والمنضوين اليه ويكشف الوجوه المزيفة ويفضح الألسن المنافقة.
إن مواقع السوشيال ميديا ليست خياراً صائباً لمنشور من هذا النوع، في وقت نشرع لتأسيس ثقافة اصلاح يطمر نزعة ( الأنا ) في الدورات الانتخابية المقبلة، فمهما كانت عفوية الدافع ونقاء غاية رئيس اتحاد بقوله "اللعبة مملكتي" فكل العاملين في منظومة الرياضة من رئيس اللجنة الأولمبية الى رؤساء الاتحادات ثم الاعضاء المرتبطين بها وكذلك الاندية الحكومية والمستقلة هم متطوعون لخدمة الرياضة والشباب، ولا يجوز تحويل تلك الخدمات وما بُذل فيها من جهود مخلصة برسم الوفاء الى استملاك شخصي أو جماعي!
تبقى مفاصل الرياضة حرة في المجتمع ومتاحة لمرتاديها في العمل الإداري والفني، وينبغي على الهيئات العامة أن تحاسب وتراقب كونها المالكة الحصرية لصندوق الانتخابات وحامية القرارات المصيرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram