هل ستبقى كتاباتنا ومهما تناولت من مواضيع وتميزت فيها لاتعدو كونها (فضفضة) لبعضنا البعض ولقراء يشح عددهم يوما بعد يوم ليقتصر على متابعي مواقع التواصل الاجتماعي الذين لايصبرون أحيانا على إتمام قراءة المقال كله ويفضلون تناول الوجبات الاعلامية السريعة حتى المتعلقة منها بالقضايا السياسية الخطيرة التي تناقش مستقبل البلد ومصيره ...هل سيظل البعض يعلق على كتاباتنا التي تستنزف خلايا أدمغتنا بعبارة (لاحياة لمن تنادي ) المحبطة ، أم ترانا سنواصل مناداة الاحياء –الأموات ، والنفخ في الرماد ، فلا الأموات يسمعون نداءاتنا ولا النار تشتعل من الرماد !!
كتبنا ونكتب وسنكتب كثيرا عن الفساد في العراق لأنه الآفة التي استنزفت البلد لكننا لم نجد صدى لكتاباتنا يمكن أن يمنحنا الأمل في أن يسمعنا الاحياء يوما ..كتبنا كثيرا عن فساد وزارة الصحة ..عن إهمال المستشفيات ونقص الأدوية والاخطاء الطبية وعن ظاهرة الحرائق التي اشتهرت بها وعن صفقة (النعالات) وصفقة (المحاقن الطبية ) الرديئة التي تستوردها الوزيرة من الصين باسعار باهظة بينما يتم اهمال معمل المحاقن الطبية العراقي الذي كان يقدم منتوجه الأفضل بكثير من المنتوج الصيني وبأسعار مناسبة في محاولة لتدمير الصناعة الوطنية فالفائدة التي تجنى من الاستيراد لها مسمى آخر وهو السرقة ، وهاهي وزيرة الصحة وبدلاً من محاسبتها او التحقيق معها تعود لتتصدر انباء الفساد باعلان النائب عواد العوادي عن القبض على عصابة في وزارتها تضم شقيق الوزيرة بين اعضائها وتتستر الوزيرة عليها وعلى موظف اختلس من وزارتها مليارات الدنانير وفر خارج البلد ..ماالذي يمنح هذه المرأة القوة لتتحدى الإعلام وتسخر من الفضائح ؟...انه السند القوي بلاشك ، فكما انتفعت كثيرا من منصبها فهناك بديهية تقول (فيد واستفيد) ولابد أن جميع المسؤولين الغاطسين في وحل الفساد يطبقونها بكل براعة فيستفيدون ويفيدون آخرين أكثر منهم نفوذا ليضمنوا حمايتهم لهم !!
الأمر ذاته يتكرر في وزارة الزراعة التي اثبتت اعترافات مدير التجهيزات الزراعية عصام عليوي تورط جهات سياسية معروفة في صفقات الفساد الذي كان واجهة لها فضلا عن تورط موظفين من لجنة النزاهة في تلك الصفقات لضمان الحماية بالتأكيد ، ومازال الصمت ازاءها مستمراً أيضا ..
سنظل نشعر بالخذلان اذن أمام قراءنا الشحيحين لأن ( سلطتنا الرابعة ) لم تتعد الكتابة بطريقة الفضفضة بينما يمكن أن تسقط حكومات بفضلها في دول اخرى ..اتعرفون ماهو السبب ..لا اظنه يكمن في ان المسؤولين لايقرأون مانكتب بل في لامبالاتهم بمانكتب فهم شركاء في الصفقات والمغانم ولن يضيرهم أن يتحدث عنهم الإعلام بسوء فالسرقات مستمرة والحماية مضمونة والبلد بكل قطاعاته يئن ويحتضر لأن من يحكمه مجموعة من الأموات ومهما كتبنا عنهم ولهم ، فلاحياة لمن ننادي !!
فضفضة
[post-views]
نشر في: 18 سبتمبر, 2017: 09:01 م