اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى "حماس" لا نشبهُها !

حتى "حماس" لا نشبهُها !

نشر في: 22 سبتمبر, 2017: 04:42 م

adnan.h@almadapaper.net

لم تكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية تنظيماً سياسياً محترماً، أقله بسبب ما أحدثته من انقسام سياسي واجتماعي كبير وحادّ على الساحة الفلسطينية في مرحلة تاريخية حسّاسة للغاية.
عندما انقلبت حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية واختطفت قطاع غزة مقيمةً فيه سلطتها المفروضة بقوة السلاح في العام 2007، كانت السلطة الفلسطينية تحظى بتأييد إقليمي ودولي كبير دعماً للحقوق الفلسطينية، وبينها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. اختطاف قطاع غزة بدّد الكثير ممّا كان في رصيد السلطة الفلسطينية على هذا الصعيد. كان عمل حماس من حيث نتائجه شديد الشبه بمغامرة صدام حسين الخرقاء بغزو الكويت في العام 1990، وهو العمل الذي أقرّ الفلسطينيون وسواهم لاحقاً بأنّ عواقبه على نضال الشعب الفلسطيني كانت كارثية.
بعناد تامّ تمسّكت حماس بالقطاع وبحكومتها فيه سبع سنوات، ولمّا أدركت متأخراً أنّ الأفق أمامها مسدود، خصوصاً بعد السقوط المدوّي لحكم الإخوان المسلمين في مصر، اضطرت إلى التفاوض مع السلطة الفلسطينية والقبول بتشكيل حكومة التوافق (نيسان 2014) التي لم تستطع مدّ نفوذها إلى القطاع بسبب ما وضعته حماس من عقبات. وفي مطلع العام الحالي شكّلت حماس ما يشبه الحكومة "لجنة إدارية" لإدارة القطاع، فشلت هي الأخرى، كما حكومة حماس، في تأمين الخدمات الأساس والمستوى الأدنى للعيش الكريم لسكان القطاع.
منذ ستة أيام أعلنت حماس عن حلّ هذه اللجنة، ودعت حكومة التوافق إلى بسط سلطتها في القطاع. جاء هذا بعد مؤتمر لحماس أحدث تغييراً كبيراً في قيادة الحركة أزيح فيه العديد من رموز التطرف من الحرس القديم لتحلّ محلّهم قيادات شابّة.
الإجراء الأخير ليس مجرّد  اعتراف بالخطأ الذي ارتكبته الحركة قبل عشر سنوات، فهو عودة عن الخطأ، وهذا بالذات ما يبعث على احترام الحركة بقيادتها الجديدة.. الكيان الذي يعترف بخطئه ويعود عنه، تغليباً للمصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، هو كيان محترم بالتأكيد.
هنا في العراق تجربة الحكم التي صار عمرها نحو 14 سنة، وكانت فيها لقوى الإسلام السياسي الغلبة والطغيان، وصلنا إلى نتيجة مماثلة، بل أكثر سوءاً، لما حصل في قطاع غزة، فقد فشلت القوى الحاكمة في تحقيق ما وعدت به الناس .. الفشل ذريع وصارخ  إلى درجة أنّ أصحابه في معظمهم يعترفون به في العلن كما في السرّ، لكنهم لا يريدون أن يتحلّوا بشجاعة العودة عن أخطائهم التي قادت إلى هذا الفشل. يريدون لكل شيء أن يبقى على حاله. حتى الإصلاحات التي تعهدت بها حكومتهم وبرلمانهم قبل أكثر من سنتين أمست الآن في مهبّ الريح، لا أثر لها حتى على الورق.
حتى إلى مستوى حركة حماس لا تريد قوى الإسلام السياسي لدينا أن ترتقي .. في أي درك هي إذن؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram