هل يحتمل اعتذار اللاعب الدولي المحترف في صفوف نادي كولومبوس كرو الأميركي جستين ميرام عن تلبية واجبه الوطني أمام منتخب كينيا "ودياً" صخب المواقع الألكترونية وتجاوز بعض الزملاء عن حدود واجبات السلطة المهنية الممنوحة بضوابط العمل الإعلامي لتوجيه بعض الكلمات القاسية لميرام؟
شهادة المدير الإداري للمنتخب الوطني باسل كوركيس للمدى اليوم بأن حماسة ميرام لخوض المباراة الودية كانت كبيرة كسابقاتها لولا ممانعة والديه، شهادة تكفي لإطفاء نيران الغضب، وإعادة أقلام الزملاء الى أغماد الكياسة، وقراءة موقف اللاعب بتأنٍ لا لبس فيه تجنّباً لظُلمه، كونها المرة الأولى التي يتخلّف فيها عن ركب الأسود لأداء مهمة استعدادية في طور إعادة النظر بتشكيل المنتخب كي ينزع ثوب تصفيات كأس العالم الرثّ ويظهر بأناقة فنية مُبهرة يسعى لتكاملها المدرب باسم قاسم في المرحلة المقبلة.
لا شك إن أغلب المهاجمين من كتّاب المواقع الالكترونية وبعض الإعلاميين ينطلقون من مثابات وطنية حريصة على توجيه أكثر من رسالة لعائلة ميرام والوسط الكروي والجمهور، أهمّها أن تصاعد حملات الدعم للأسود في عهد باسم قاسم لإنجاح عمله مع الملاك المساعد تواكب نقاط الإصلاح التي يروم تنفيذها لتلافي السلبيات التي كشفت عنها رحلة المنتخب في مشواره المونديالي اعتباراً من أول مباراة أمام تايوان بتاريخ 3 أيلول 2015 الى آخر مباراة مع الإمارات يوم 15 أيلول 2017، وما شهده من متغيّرات في التشكيل وأسلوب اللعب بإشراف المدربين يحيى علوان وراضي شنيشل أثارت لغطاً كبيراً وتسبّبت بإقصاء نجوم عوّلنا كثيراً على خبرتهم، فخرج الأسود من المنافسة رسمياً وتسنّم قاسم مهمته في المباريات الثلاث الأخيرة مع اليابان وتايلاند والإمارات.
لم يدر في خلد الغاضبين أن الرسالة رُدّت عليهم فيما يتعلّق بقضية ميرام، فالرجل لا يمكن مساواته مع لاعبين آذوا مشاعر الجمهور بمقاطعة دعوات المدربين المذكورين آنفاً، أما ميرام دأب على تلبية نداء الوطن في جميع المباريات وكان عنصراً مؤثراً بإيجابية ملفتة حيث سجّل ثلاثة أهداف في مرمى تايوان "90" وتايلاند "34" (التصفيات المشتركة لمونديال روسيا 2018 وأمم آسيا 2019 ) وأمام تايلاند "34" (الدور الحاسم المؤهل للمونديال) ولم ينل سوى بطاقتين صفراوتين أمام السعودية والإمارات، وسلوكه التربوي وانضباطه العالي كانا داعمين لضرورة الإبقاء على فكرة تطعيم الأسود بلاعبين مغتربين لم يألفوا العيش في الوطن ولم يعتادوا تقاليد مواطنيهم لظروف عائلية خارجة عن أرادتهم.
حذارِ أن نعاود تخوين رموز الكرة العراقية طالما أنهم تشرّفوا بارتداء فانيلة فخر المنتخبات العربية والقارية تاريخاً ومنجزات، فتكرار عصف الانتقاد لن يُبقي أعمدة الثقة الساندة لكرتنا في مواقع تنافسية صعبة خلال الاستحقاقات القادمة، فلا يحق لأحد أن يتقمّص دور اتحاد كرة القدم أو المدير الفني في تقدير حالة هذا اللاعب أو ذاك وما يترتب عليها من تنبيه أو إبعاد. توقفوا عن تهويل القضية، فما مباراة كينيا سوى محطة من محطات ضخ الدم الجديد في جسد المنتخب ولا تجعلوها منصة لإعدام ميرام!
تخوين ميرام!
[post-views]
نشر في: 29 سبتمبر, 2017: 11:35 ص