TOP

جريدة المدى > عام > وجهة نظر: عن تمثال غائب فـي موسكو

وجهة نظر: عن تمثال غائب فـي موسكو

نشر في: 3 أكتوبر, 2017: 12:01 ص

نقلت الأخبار من العاصمة الروسية، موسكو، خبر إزاحة الستار عن تمثال نصفي من البرونز للأديب الروائي الرائد غائب طعمة فرمان  (1927 ـ 1990)، في مكتبة اللغات الاجنبية في موسكو، وهي من المكتبات المهمة، وتعد قبلة لطلبة الدراسات العليا، لوفرة وتنوع الكتب

نقلت الأخبار من العاصمة الروسية، موسكو، خبر إزاحة الستار عن تمثال نصفي من البرونز للأديب الروائي الرائد غائب طعمة فرمان  (1927 ـ 1990)، في مكتبة اللغات الاجنبية في موسكو، وهي من المكتبات المهمة، وتعد قبلة لطلبة الدراسات العليا، لوفرة وتنوع الكتب فيها. ويأتي تدشين التمثال اعترافاً بإنجازات فرمان الأدبية كمؤلف ومترجم عن اللغة الروسية الى اللغة العربية، وحيث يعد بشهادة معاصريه، واحداً من أبرز مترجمي "مدرسة موسكو" للترجمة من اللغة الروسية الى اللغة العربية .
رعا المشروع، وبلمسة وفاء للصداقة والاعتزاز بإنجازات فرمان، صديقا الأديب الراحل، المترجمان عبد الله حبه وخيري الضامن، حيث دفعا من جيبهما الخاص تكاليف انجاز المشروع بالبرونز، بعد أن قام النحّات المصري اسامة السروي، بإنجاز النسخة بالجبس ودون مقابل. وبين السيد عبدالله حبه في لقاء مباشر بالفيديو أجراه الصحافي سلام مسافر، ونشر على الموقع الالكتروني لتلفزيون "روسيا اليوم "، إن الكثير من الجهات وعدت بالمساهمة المالية لإنجاز المشروع، ولكن للأسف، لم يلتزم أحد بوعده، وجاء في حديثه على ذكر اسماء وزارة الثقافة العراقية، الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق وجمعية المقيمين العراقيين في روسيا وأيضاً بعض الأفراد.
الملفت للانتباه، وكما بيّنت الصور المنشورة، أن النحات المصري لم يوفق في خلق أي شبه مع الروائي غائب طعمة فرمان (ربما ما عدا نظارته الطبية !) ، ورغم أن القائمين على المشروع، أفادوا بأن المهم  في المشروع هو أنه رمز من خلاله يمكن الاشارة الى اسم فرمان ودوره الريادي في الرواية العراقية، إلا أن الأمر يثير العديد من الاسئلة منها : ألم يكن بالإمكان أن يبادر فنان عراقي لعمل التمثال؟ وهل يا ترى تم الاتصال بفنانين عراقيين نحاتين معروفين لهذا الغرض، وفي البال عدّة اسماء من محبي فرمان وكتاباته، وتم طرح الفكرة عليهم لأجل إنجاز عمل فني يحمل شيئاً من روح وملامح الأديب الراحل ؟
وإذا سلمنا بمحدودية الامكانات المالية للاتحاد العام للكتاب والادباء في العراق، فياترى ألم يكن بإمكان الاتحاد العام تبني الدعوة للمشروع والبحث عن داعمين ومانحين؟ وأيضاً أليس من المؤلم أن المؤسسات الرسمية العراقية المعنية، سواء وزارة الثقافة، أو السفارة العراقية في موسكو، لا تقوم بأيّ مبادرة مالية للمساهمة ولو رمزية، والاخبار والمعلومات تشير دائماً الى حجم الصرفيات على الولائم والدعوات العامة، ويبيّن لنا ذلك انه بالإمكان انجاز تمثال كامل وليس نصفياً فقط  إن توفرت القناعة والإرادة؟
أيضاً، والمهم هنا، أود أن أثبت وللتأريخ، بأن الفنان الموصلي الراحل الدكتور احمد النعمان، الذي رحل عنا عام 2012 ، في لندن، اخبرني شخصياً، وفي أحد احاديثنا الهاتفية، أنه قام بنفسه بعد وفاة الأديب فرمان، بإنجاز قناع جبسي لوجهه. مما يعني انه يحمل ويحفظ أدق ملامحه، فيا ترى ألا يستحق انجاز تمثال مُقنع ومقبول، الاتصال بعائلة الفنان الراحل النعمان والاستفسار منهم عن القناع ومحاولة استعارته أو اقتنائه بشكل ما، والاستفادة منه فنياً، خصوصاً وأن القائمين على المشروع وبحكم قربهم من الراحلين، الأديب فرمان والفنان نعمان، أكيد لهم علم ما بموضوع القناع ؟ وما هو يا ترى مصير هذا القناع الآن؟ ألا يمكن الآن لفنانين عراقيين أخذ زمام المبادرة والاستفادة من ذلك ؟
باعتقادي أن الإشكالية التي ترافق هذا الحدث، وأحوال الدولة العراقية، ومؤسسات الثقافة عموماً، لا تقف عند وجود تمثال لا يشبه الأديب الراحل غائب طعمة فرمان، وإن ما يجري كله لا يشبه المطلوب حضارياً في تقدير وتقييم الثقافة والمثقفين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الفصائل المتقاعدة» تزاحم الإطار التنسيقي على المناصب!

غرفة البرلمان الثانية.. مجلس الاتحاد يعود إلى الواجهة وقلق من التنافس الحزبي

العمود الثامن: مستشار كوميدي!!

في معرض استذكاري.. طوفان تستعيد الفنان الفوتوغرافي عبد علي مناحي

أقدم باعة الصحف في واسط حزين على الصحافة الورقية

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: عميدة الموسيقيين

الكشف عن الأسباب والمصائر الغريبة للكاتبات

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

وجهة نظر: كيف يمكن للسرد أن يحدد الواقع؟

مقالات ذات صلة

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا
عام

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

ماكس تِغمارك* ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي بين كلّ الكلمات التي أعرفُها ليس منْ كلمة واحدة لها القدرة على جعل الزبد يرغو على أفواه زملائي المستثارين بمشاعر متضاربة مثل الكلمة التي أنا على وشك التفوّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram