يجدر القول أن مجلة (آفاق أدبية) التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة بوصفها مثابة ثقافية لافتة وهي تتصدى بقوة لهذه الأفكار التدميرية عبر مشروع ثقافي معرفي جمالي تنتقي من خلاله مواضيع وملفات ذات سحر يتجذر في الذاكرة الثقافية الحقّة وقيم عليا تكسر ب
يجدر القول أن مجلة (آفاق أدبية) التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة بوصفها مثابة ثقافية لافتة وهي تتصدى بقوة لهذه الأفكار التدميرية عبر مشروع ثقافي معرفي جمالي تنتقي من خلاله مواضيع وملفات ذات سحر يتجذر في الذاكرة الثقافية الحقّة وقيم عليا تكسر بها منطق الوحدانية والمركزية الثقافية وتعمل على شحذ العقل باستخدامه الحر العام بوصفه أداة الانتصار الإنساني على خطاب الظلام لتفتح نوافذ التأمل التي تدفع المجتمع الى رؤية أشد تحولاً لتفعيل إرادته المعرفية وتحرير مصيره الجمالي وتضعه إيجابياً في مواجهة الوجود الحقيقي وتعيد تأهيل الفرد لاجتراح أماكن جديدة أو تشييد الأفق المغاير بالجهد العقلي والعمل النقدي وبصورة تخرق أسوار الممتنع كي تفتح الأبواب وتشق الدروب بقوة الممكن وبسالة الاختيار. إضافة إلى احتضان وتبني التجارب الإبداعية الشابة بالإضاءة والدرس، فضلاً عن تكريس محاور في شؤون الفن البصري ومايشتمل عليه من تفرعات في مجال السينما والمسرح والتشكيل مع أطاريح في مضامير الفكر والمعرفة وأبواب ثقافية عدة سنتناولها هنا عند استعراضنا لمضامين العدد الجديد (الثاني) / 2017 من فصلية "آفاق أدبية" فنواجه في البدء غلافه الغني بالعلامات الدالة والألوان الناطقة بقزحية الفكرة.
ونقرأ على الغلاف الداخلي الملون الأول (لاهدنة للفينيق) إضاءة جاءت بقلم "آفاق أدبية" جالت في عوالم الدكتور الناقد حسين سرمك حسن وسبر أغوار مشروعه الثقافي، (هذا الحكيم النفساني والناقد العميق والإنسان برتبة (عراق ركن) كما جاء في قول المجلة في بابها "مفكرة"، إنسان الثقافة بالنسبة إليه بسالة ولاعطلة لها ولا اعتذار فهو الذي يسعى الى حذف الهدنات من الاشتباك الميداني للثقافة، كان ومازال سرمك يتمثل طائر العنقاء العراقي ورفيف الفينيق الكوني في التأمل والكتابة والحياة، فهو شهيد كل كتاب يؤلفه حتى وصلت تجربته الإبداعية الى خمسين شهيداً حتى اللحظة أي 50 كتاباً في مجالات متنوعة ونوعية).