TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا عزاء للأحياء .

لا عزاء للأحياء .

نشر في: 8 أكتوبر, 2017: 09:01 م

بين كر ، وفر ، بين إنكفاء حد الإنحناء ، ونهوض حد التسامق والتسامي ، بين ضحكات مجلجلة  حد القهقهة ، وحزن كظيم منقوع بدموع عصية . بين إندحار وشيك وقيامة  محسوبة . بين التواضع الشديد ، والمكابرة  الأشد ،، بين المتناقضات والمترادفات ، بين وبين وبين ،، تتجلى صورة الراحل  جلال الطالباني ، الرجل المثير للجدل الذي  إعتلى  سدة الرئاسة  في العراق لردح من الزمن .
………..
ما آشد ضعف الإنسان ،، يتباهى بالقوة  ويمرض من لدغة بعوضة ، يتنابز  بالألقاب وينسى آصله  ومنشأه، يظلم ويعذب ويستولي و يؤرقه  هاجس فراق حميم أو خسارة شخصية
محتملة ،  ما أقصر عمره رغم طول سنوات عمره ،، ما أجهله بمصيره ، وهو لا يدري ماذا تخبئ  له الآيام من فواجع  ومفاجآت ، ولا يدري ماذا يكسب — أو يفقد — غداً  ولا يدري بأي  أرض يموت ،، ما أشد فقره - وهو المالك للضياع والثروات والقصور - إذ يغادر الدار الدنيا ، حاسر الرأس حافي القدمين عارياً  إلا من رخيص قماش يستر عورات جسده ، يسمونه  الكفن .. ما أقل اعوانه ومريديه ساعة الرمق الأخير ،،ينازع سكرات الموت ، وحيدا ، وحيدا رغم الحشد  الكثيف الملتف حول سريره ………
أتابع  بفضول وتهيب مراسيم تشييع((مام جلال الطالباني )) الرسمية عبر الشاشة الصغيرة .. سفراء ووزراء وقناصل  وممثلو دول تقاطروا  لحضور مراسم التشييع ،، حضور رسمي وشعبي ، محلي وإقليمي ودولى لم أشهد مثله من قبل ، مسربلا  بعلم كردستان — لماذا لم يلف بعلم العراق الذي كان له رئيسا ذات يوم ؟؟؟
لترقد بسلام ،، فلقد تعبت من مشقة الرحلة وطول المسيرة ، وآن لك أن تستريح ،،، نم متوسدا رحمة الرب ،، ملتحفاً بالسلام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram