في اليوم السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام ١٩٧٣،، أحس بوعكة صحية ،، ليلفظ عميد الأدب العربي (طه حسين ) آخر أنفاسه في اليوم التالي — من كتاب أيام معه —، لزوجته سوزان بريسو . تاركا وراءه إرثاً ضخماً من المؤلفات القيمة الي بلغت ال (٣٤)
كتابا . كان اغلبها مثيرا للجدل حداً قدم بسبب بعضها — في الشعر الجاهلي — للمحاكمة بتهمة التجديف بالدين الإسلامي ، والتشكيك بالرسالة المحمدية.
………….
دلوني على مبصر ذي عينين نفاذتين دبج هذا الكم من الكتب و اغلبها يتسم بالجرأة والتحدي للأعراف السائدة ؟ . دلوني على رجل كفيف قهر عوقه البصري بالتغلب على عاهته الدائمة .. دلوني على كائن آعمى ، يعهد إليه منصب عمادة جامعة عريقة ، ليخرق السائد والمألوف ، ويتجرأ بإعلان (( مجانية التعليم )) في بلد كان إحتكار التعليم للنخبة المقتدرة مادياً وإجتماعياً، وتقنينها على ملايين الكادحين الجهلة … دلوني على رجل إتهم بالزندقة ،، وحوكم بسببها ، ليواجه خصومه بشجاعة نادرة . وذلك بالإنحناء لتلك العاصفة الهوجاء ريثما تمر دون فواجع .
……….
أغلب مؤلفاته غدت محتوياتها تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات ،، إبان حياته وبعد رحيله .. منها الأيام بجزئيها (( سيرة ذاتية ))،، في الشعر الجاهلي -الذي حوكم بسبب مضامينه — المتنبي ،، الفتنة الكبرى - علي وبنوه - على هامش السيرة ،، ابو العلاء المعري ،، و،،،وغيرها .
إعتمد طه حسين في معظم مؤلفاته — قارئا ومحللا وكاتبا — منهج ديكارت في الشك :: (انا اشك ، إذن أنا موجود ) .. وقد أعتبر أحد قادة التنوير الأفذاذ في الوطن العربي ،
………..
# كانت لي حظوة نادرة في مقابلة شخصية ل (طه حسين ) بداره ، رتبها المرحوم أحمد فوزي الذي كان يشغل منصب الملحق الثقافي في سفارة العراق بالقاهرة ،، نشر نص المقابلة في مجلة (الحقوقي ) البغدادية ، واعيد نشر جذاذات منها في مجلة الوسط اللندنية .
الكفيف الذي رأى !.
[post-views]
نشر في: 11 أكتوبر, 2017: 09:01 م