TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السفير خادم للعراق

السفير خادم للعراق

نشر في: 14 أكتوبر, 2017: 02:13 م

لا نعلم ما سرّ جفاء بعض سفراء العراق مع الوفود الرياضية أو الإعلامية التي تتواجد في دولة السفير ليس ترفيهاً عن النفس أو لقضاء مصالح شخصية، بل حاملة علم الوطن للدفاع عنه في تنافس دولي أو للدخول في مؤتمر انتخابي بهدف الفوز بمنصب قيادي بين صفوة من الدول الساعية هي الأخرى للشأن ذاته.
هل يحتاج السفير الى أمر خاص ليتحرّك من مقر سفارته صوب مكان الحدث والإلتقاء بالرياضيين أو الإعلاميين وتفقّد أحوالهم والسؤال عن ماهية الاحتياجات التي تسهم في دعم مهمّتهم وانجاحها وفق الامكانيات المتاحة لديه فيما إذا واجهوا منغّصات صعبة تحول دون تحقيق ذلك؟
نقل الينا الزملاء في بعثاتهم مع الرياضيين أثناء البطولات والدورات العربية والقارية والدولية قصصاً جميلة جداً عن تعاضد جهد السفارة مع البعثة بتسمية شخص أو شخصين من أركان السفارة لمتابعة شؤون أفراد البعثة وتذليل المعوّقات من لحظة وصولهم أرض الحدث حتى توديعهم في المطار عائدين الى بغداد ، مكللين بورود النصر، بينما كانت هناك حكايات مؤلمة لسفراء أو قائمين بأعمال السفارة غطّوا رؤوسهم تحت الرمال ولم يسمع لهم صوتاً أو تنويهاً برسالة قصيرة SMS يؤكدون فيها وجودهم ومساندتهم من أجل نصرة مشاركة العراق، بل أداروا وجوههم وألتزموا الصمت وربما يغلقوا أبواب السفارة هرباً من مواجهة ابناء جلدتهم، لا نشك في ذلك طالما أن موقفهم المخزي والفاضح لا ينمّ عن مسؤولية وطنية أوكلت لهم لرعاية الوافدين والمقيمين.
وزارة الخارجية.. لِمَ هذا الصمت أزاء شكاوٍ عدة لوفود رياضية عبر وسائل الإعلام بين الحين والآخر لم تنل الرعاية من السفارة في البلد الذي يرعى الفعالية والبطولة، ألا توجد ضوابط معتمدة لمثل هذه المشاركات كي تضفي رعاية السفير المعنوية دعماً كبيراً للرياضي خاصة ذوي الفئات العمرية الصغيرة وغيرهم ممن يكلّفون بمنافسات مهمة لمختلف الألعاب؟
للأسف أهمال بعض السفراء لحَقَ حتى مهمات الإعلاميين الرياضيين الذين يُعدَّون خير السند لمؤسسات الدولة في داخل الوطن وخارجه، ووزارة الخارجية من ضمنها التي يتوجَب أن تطالب في بياناتها التوجيهية أن يُعلق السفراء في مكاتبهم لوحة متوسطة الحجم ( السفير خادم للعراق أياً كان ممثله) ليرمقوها ليل نهار، فقد شهد التواجد العراقي في المؤتمر الانتخابي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية 3-8 تشرين الأول الحالي موقفاً مخيباً للآمال من سفارة العراق في باكستان، فبالرغم من اتصال ممثل اتحاد الإعلام الرياضي للمؤتمر حازم محمد علي بمدير مكتب السفير د.علي ياسين  وإطلاعه بحيثيات المشاركة ووعده بإيجاز الموضوع للسفير ليتم اتخاذ الإجراء اللازم، وكذلك اتصال حازم بالقنصل العراقي في باكستان عدي المعموري، إلا أن واقع الحال لم يتغيّر وتم تهميش المؤتمر من قبل السفارة منذ يوم الوصول 4 تشرين الأول حتى المغادرة يوم 8 منه، واستغرب بعض اعضاء الوفود العربية من اهمال السفارة للحدث الآسيوي الذي شهد فوز العراق بمنصب عضو المكتب التنفيذي، بينما احاطت سفارات عُمان والكويت والسعودية وقطر وغيرها من الدول العربية المشاركة برجالات وفودها وأثنت على ما تحقق لممثليها في لقاءات معبّرة عن لحمة السفارة وأبناء بلدها في هدف مشترك يسمو مع رفع العلم الغالي على طاولات المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد في باكورة مهامه المؤمل أن يضطلع بها بطموحات كبيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram