لا نعلم ما سرّ جفاء بعض سفراء العراق مع الوفود الرياضية أو الإعلامية التي تتواجد في دولة السفير ليس ترفيهاً عن النفس أو لقضاء مصالح شخصية، بل حاملة علم الوطن للدفاع عنه في تنافس دولي أو للدخول في مؤتمر انتخابي بهدف الفوز بمنصب قيادي بين صفوة من الدول الساعية هي الأخرى للشأن ذاته.
هل يحتاج السفير الى أمر خاص ليتحرّك من مقر سفارته صوب مكان الحدث والإلتقاء بالرياضيين أو الإعلاميين وتفقّد أحوالهم والسؤال عن ماهية الاحتياجات التي تسهم في دعم مهمّتهم وانجاحها وفق الامكانيات المتاحة لديه فيما إذا واجهوا منغّصات صعبة تحول دون تحقيق ذلك؟
نقل الينا الزملاء في بعثاتهم مع الرياضيين أثناء البطولات والدورات العربية والقارية والدولية قصصاً جميلة جداً عن تعاضد جهد السفارة مع البعثة بتسمية شخص أو شخصين من أركان السفارة لمتابعة شؤون أفراد البعثة وتذليل المعوّقات من لحظة وصولهم أرض الحدث حتى توديعهم في المطار عائدين الى بغداد ، مكللين بورود النصر، بينما كانت هناك حكايات مؤلمة لسفراء أو قائمين بأعمال السفارة غطّوا رؤوسهم تحت الرمال ولم يسمع لهم صوتاً أو تنويهاً برسالة قصيرة SMS يؤكدون فيها وجودهم ومساندتهم من أجل نصرة مشاركة العراق، بل أداروا وجوههم وألتزموا الصمت وربما يغلقوا أبواب السفارة هرباً من مواجهة ابناء جلدتهم، لا نشك في ذلك طالما أن موقفهم المخزي والفاضح لا ينمّ عن مسؤولية وطنية أوكلت لهم لرعاية الوافدين والمقيمين.
وزارة الخارجية.. لِمَ هذا الصمت أزاء شكاوٍ عدة لوفود رياضية عبر وسائل الإعلام بين الحين والآخر لم تنل الرعاية من السفارة في البلد الذي يرعى الفعالية والبطولة، ألا توجد ضوابط معتمدة لمثل هذه المشاركات كي تضفي رعاية السفير المعنوية دعماً كبيراً للرياضي خاصة ذوي الفئات العمرية الصغيرة وغيرهم ممن يكلّفون بمنافسات مهمة لمختلف الألعاب؟
للأسف أهمال بعض السفراء لحَقَ حتى مهمات الإعلاميين الرياضيين الذين يُعدَّون خير السند لمؤسسات الدولة في داخل الوطن وخارجه، ووزارة الخارجية من ضمنها التي يتوجَب أن تطالب في بياناتها التوجيهية أن يُعلق السفراء في مكاتبهم لوحة متوسطة الحجم ( السفير خادم للعراق أياً كان ممثله) ليرمقوها ليل نهار، فقد شهد التواجد العراقي في المؤتمر الانتخابي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية 3-8 تشرين الأول الحالي موقفاً مخيباً للآمال من سفارة العراق في باكستان، فبالرغم من اتصال ممثل اتحاد الإعلام الرياضي للمؤتمر حازم محمد علي بمدير مكتب السفير د.علي ياسين وإطلاعه بحيثيات المشاركة ووعده بإيجاز الموضوع للسفير ليتم اتخاذ الإجراء اللازم، وكذلك اتصال حازم بالقنصل العراقي في باكستان عدي المعموري، إلا أن واقع الحال لم يتغيّر وتم تهميش المؤتمر من قبل السفارة منذ يوم الوصول 4 تشرين الأول حتى المغادرة يوم 8 منه، واستغرب بعض اعضاء الوفود العربية من اهمال السفارة للحدث الآسيوي الذي شهد فوز العراق بمنصب عضو المكتب التنفيذي، بينما احاطت سفارات عُمان والكويت والسعودية وقطر وغيرها من الدول العربية المشاركة برجالات وفودها وأثنت على ما تحقق لممثليها في لقاءات معبّرة عن لحمة السفارة وأبناء بلدها في هدف مشترك يسمو مع رفع العلم الغالي على طاولات المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد في باكورة مهامه المؤمل أن يضطلع بها بطموحات كبيرة.
السفير خادم للعراق
[post-views]
نشر في: 14 أكتوبر, 2017: 02:13 م