اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النافخون في النار.. ماذا يريدون؟

النافخون في النار.. ماذا يريدون؟

نشر في: 14 أكتوبر, 2017: 04:46 م

adnan.h@almadapaper.net

البلد في أزمة، بل أزمة خطيرة .. لا شكّ في هذا ولا نكران له... أزمة  يُمكن لها، إنْ لم تُعامل بمنتهى الحكمة وإنْ لم تُعالج بكامل الرويّة من الأطراف المتورّطة فيها جميعاً، أن تتسبّب في عواقب سياسية واجتماعية واقتصادية غير محمودة، لن تنحصر في منطقة عراقية بعينها، بينها سقوط قتلى وجرحى لمواطنين عراقيين، عسكريين ومدنيين، لا ذنب لهم سوى أنهم مواطنو بلد مُبتلى منذ أحقاب بحكّام وزعماء وأتباع لهم لا يبالون بسفك الدم وإزهاق الأرواح.
هذه الحرب التي يُروّج لها الآن ويُحرّض عليها وتُدفع التشكيلات المسلّحة إلى ساحاتها، ليست حربنا.. ليست حرب الشعب العراقي .. العراقيون، بشتى قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم وعقائدهم، لديهم حرب وطنية مع الإرهاب لم تنته بعد، ولن تنتهى حتى لو قُذِفَ بالإرهابيين إلى ما وراء الحدود.
الشعب العراقي لا يريد أيّ حرب جديدة، والعراق ليس في حاجة إلى أيّ حرب... غُصّت مقابره القديمة والجديدة بأبنائه وبناته الذين قضوا في التفجيرات أو في حروب المدن .. العراقيون لا يريدون سوى وضع نهاية للحروب المديدة المفروضة عليهم ... يريدون أن يتنفسوا الهواء النظيف، وأن يحصلوا على لقمة العيش الكريم، وأن يأكلوا وجباتهم الثلاث من دون خوف أو قلق .. يريدون أن تُصلَّح شوارع مدنهم وتُرفع الأزبال عنها .. يريدون ألّا تنقطع الكهرباء عن بيوتهم ومحال عملهم.. يريدون مدارس تستوعب أطفالهم، ومستشفيات تعالج مرضاهم وجرحاهم .. يريدون أن يحصل أبناؤهم الخرّيجون على فرص عمل، وأن يتزوج الشباب الذين فاتهم، أو يكاد، قطار الحياة العائلية... يريدون أن يرتادوا المسارح ودور السينما وصالات العروض التشكيلية والموسيقية .. يريدون أن يكونوا شعباً يحيا حياة طبيعية، كما سائر شعوب الأرض، لا يستحوذ الفاسدون على مالهم العام لينعموا بمعيشة الخلفاء والسلاطين، ويتركونهم (العراقيين) للفقر والفاقة والحرمان والمذلّة وانتهاك الكرامة ولنيران الحروب، كما هو جارٍ الآن على قدم وساق.
هؤلاء الذين ينفخون في نار التحريض والكراهية والانتقام، في المؤتمرات الصحفية والندوات وعبر وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني، ما الذي يريدون بالضبط؟ .. أن يقتل العربيُّ كردياً؟ أن يقتل الكرديّ عربياً؟ .. أما يفكّرون بأنه مع كل قتيل كردي يُمكن أن يسقط عربيّ مضرّجاً بدمه، ومع كل قتيل عربي يُمكن أن تُزهق روح كردي؟
هذه الماكنة الدعائية الضاجّة على مدار الساعة بخطاب الكراهية والدعاية للحرب لن يكون حصادها إلا المزيد من الموت والخراب والدمار لبلد لم يبق فيه غير القليل مما يصلح للموت والخراب والدمار. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين لو شاهدت وسمعت الى هذا البلطجي البرلماني كاظم الصيادي على احد الفضائيات قبل كم يوم وكيف يهدد ويتوعد الضيف الأخر على هذه القناة المنافقة والضيف الاخر كردي وكاظم الصيادي المشبوه يتوعده بأنه سوف يجعله يهرب الى الجبال هو ومسعود وكل الأكراد مر

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram