اعتاد العازفون في الاوركسترا، دوزنة أدواتهم على صوت الأوبو، وهو يعطيهم صوت نغمة لا، فيتلقفهُ عازف الكمان الأول ويساعد في ذلك.
وقد ظهر الأوبو في فرنسا في منتصف القرن السابع عشر، ولم يدخل الفرق الموسيقية إلّا لاحقاً. بعض التقاليد المعتادة في الاوركستر
اعتاد العازفون في الاوركسترا، دوزنة أدواتهم على صوت الأوبو، وهو يعطيهم صوت نغمة لا، فيتلقفهُ عازف الكمان الأول ويساعد في ذلك.
وقد ظهر الأوبو في فرنسا في منتصف القرن السابع عشر، ولم يدخل الفرق الموسيقية إلّا لاحقاً. بعض التقاليد المعتادة في الاوركسترا تعود الى عصر النهضة، عندما ظهرت أولى الاوركسترات، وكانت تتألف من الوتريات بالدرجة الأولى، من عائلة الفيول السابقة لعائلة الكمان. الفرق الأساس بينهما هو تعتيب رقبة عائلة الفيول بينما لا توجد عتبات على رقبة أدوات عائلة الكمان، علاوة على فروقات أخرى مثل عدد الأوتار والاختلاف في شكل أجسام الأدوات والأقواس. لاحقاً أدخلت أدوات الخشبيات (الهوائيات) لتقوية ودعم صوت الكمانين الأول والثاني، لكنَّ الموسيقيين انتبهوا الى جمال صوت الأوبو، فأخذوا يكتبون أجزاءً خاصةً به، حتى أصبح الأوبو عضواً مهمّاً في اوركسترا الباروك المتأخرة، واستعمله هندل ببراعة، وأخذ المؤلفون يكتبون الكونشرتات له (مثل كونشرتو آلبينوني الشهيرة). إذن كيف ولماذا وقع الاختيار على الأوبو ليقوم بمثل هذا الدور الفخري الكبير؟
يقول الباحثون إنّ السبب يكمن في طبيعة صوت الأوبو النفّاذة، مما يسهل على العازفين سماعه بوضوح ودوزنة أدواتهم. والسبب الآخر هو ثبات صوته وعدم تغيره، فصوت الأوبو يعتمد بشكل كامل على طبيعة القصبة المزدوجة التي يستعملها العازف، على عرضها وطولها، وهذان لا يتغيران. ويقول قائل، لماذا لا يجري اليوم استعمال أجهزة الدوزان الإلكترونية بدلاً من الأوبو؟ لعلّ السبب يكمن في التقاليد التي ذكرناها. وقد تعودنا على سماع صوته والدوزان، وهو إشارة بالنسبة للجمهور بأنّ الحفل سيبدأ بعد ثوانٍ أو دقائق معدودة، فيكفّ الحاضرون عن الدردشة فيما بينهم. ويلحّ علينا السؤال التالي: لماذا تدوزن الاوركسترا على نغمة لا بالتحديد؟ الجواب يعود إلى أن كل عائلة الوتريات (وهي العائلة التي تحتاج الدوزان بالدرجة الأولى) فيها وتر لا مطلق. وتردد نغمة لا هذه هو 440 هرتس (ذبذبة في الثانية).
والأوبو يقابل صوت السوبرانو الغنائي، طوله حوالي 65 سنتمتراً ونهايته مخروطية، ويصنع من خشب شجر خاص. وهو يمثل أهمّ أعضاء عائلة تتألف من بضعة أفراد، فهناك أوبو الغرام (اوبو داموره) ومداهُ الصوتي يقابل صوت السوبرانو الوسيط (مزوسوبرانو)، والهورن الانكليزي أو كور آنغليه كما يسمّى بالفرنسية، ولا علاقة له بالهورن أو بالنحاسيات بل هو شقيق الأوبو، ويقابل مداه الصوتي صوت طبقة الآلتو الغنائي النسوي الواطئ.