اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراق : لوحة سيريالية .

العراق : لوحة سيريالية .

نشر في: 29 أكتوبر, 2017: 09:01 م

التفاؤل مطلوب لكسر أطر الإحباط وتحطيم جدران اليأس ، والتفكير الإيجابي ، محبب ومحبذ، وتخطي الصعاب وتجاوز الأهوال سمة الشعوب الحية ، وميزة قيادتها الحكيمة .
ولكن ما يحدث في عراق اليوم تجاوز كل منطق ، وغدا إستثناء كسر كل قاعدة .
…………..
في إحدى اللقطات التلفزيونية ، رأيت مسؤولا كبيراً يغص بالضحك ، كمن سمع نادرة لم تخطر على بال آحد ! وشهدت آخر يبتسم بديبلوماسية مفضوحة ، رغم كيل الإتهامات التي يجرجرها وراءه ،، ولمحت سياسيا عراقيا يقهقه ، حتى لتخاف على زجاج الشاشة أن يتصدع ،، رأيت احدهم يهم بالضحك ، وحين يلمح دوران مصباح الكاميرا نحوه ، يتصنع الجد ببراعة ممثل قدير ، رأيت البعض في إجتماع لمجلس الوزراء ، يسوون أربطة ( أعناقهم ) او يعدلون كشائدهم أو عماماتهم ٠( أعمتهم )وغتراتهم وعباءتهن ، ساعة تدخل الكاميرا لنقل وقائع الجلسة ،،راقبت النواب آثناء أنعقاد الجلسة يتبادلون الأحاديث الجانبية — كما في مقهى — والمناقشات محتدمة حول آخر المستجدات على الساحة، راقبت البعض منهم يتجشأ بعد وجبة طعام دسمة في المطعم القريب ،
تابعت منظر الحشود تهرول ملتاعة - إثر كل إنفجار ، للإطمئنان على أهاليهم وتفحص جثث الضحايا ملقاة على اسفلت الشارع او الرصيف ، سمعت عن رجال لم يخرجوا من بيوتهم إتقاء القبض عليهم بالظن او الشبهة او الكيد . سمعت عن تسريب - تهريب - المليارات من ثروات البلاد خارج الحدود ، وكأن لا من شاف ولا من درى ، مليارات تشيد مدناً وتبني بيوتاً ومدارس و.. و..
راقبت بفزع جموع مهجرين يتدافعون كيوم الحشر ، يتمايلون فوق جسر بدائي عائم يميد بهم كلما مادت الريح . ويتهددهم الغرق كلما جنح المد والجزر ،
رأيت وسمعت وشممت روائح عطن وشياط ، وتساءلت : كيف يمكن لعراقي سوي أن يتنعم بنومة دون كوابيس ؟ كيف له أن لا يغص بلقمة ؟ ولا يشرق بجرعة ماء؟
لا سامح الله الفضائيات ، القتنا في أتون المعاناة . ونحن على مبعدة ألاف الأميال ، ونحن على مقربة ، كقرب البؤبو عن مقلة
العين ،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram