TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التداوي بالألوان.

التداوي بالألوان.

نشر في: 17 ديسمبر, 2017: 09:01 م

٢ - ٢

ناهيك عن فكرة التداوي بواسطة اللون، فقد كرست الألوان كما الهوية،بها تتميز الشعوب وتعرف الطوائف.. فقد إتخذ الفينيقيون آسمهم من لفظة (فونوكس) التي يراد بها اللون الأحمر نسبة لطيالسهم الحمراء،، بينما إتخذ أباطرة روما ارتداء الأرجواني، وكانت القبائل العربية قبل الإسلام تتميز عن بعضها البعض بلون راياتها، فقد إتخذت قبيلة (قيس) اللون القرمزي شعاراً قبل دخولها الإسلام إبان الفتح الإسلامي.
يرمز للعلويين بالخضرة.. ومرد ذلك إن الإمام علي بن ابي طالب (ع) حين نام بفراش النبي (صلعم) يوم تآمر المشركون على قتله ليلة الهجرة، كان يتلفع ويتدثر بغطاء أخضر.
أما عبر ميدان الأدب فلا يسع الباحث إلا تذكر الكتب التي إستقت اسماءها من الألوان،، منها رواية (ستاندال) الأسود والآحمر ورواية (ديماس)الزنبقة السوداء،والليالى البيضاء ل(ديستوفسكي) والزنبقة الحمراء ل (اناتول فرانس)والقط الأسود ل (ادكار الن بو)،،
اما في الأدب العربي فالمناديل البيض (لمواهب الكيالي) والفجر الأحمر (لكاظم السماوي) والأجنحة البيضاء (لجليلة رضا) والمصابيح الزرق(لحنا مينا) والثائر الأحمر (لعلي أحمد باكثير).. وغيرهم كثير،، كما يلحق اللون بالآقطار، فيقال حلب الشهباء وتونس الخضراء ومدينة الزرقاء بالأردن، والدار البيضاء في المغرب وبلاد الزنابق البيض وهو إسم فنلندة القومي،، كذلك أخذ اللون دوره في شتى البلدان والأجناس،، فعند العرب زرقاء اليمامة وبنو ابي صفرة وخلف الأحمر وبنو الأزرق او الأزارقة (جماعة من الخوارج)٠
ومن الآبنية المشهورة (الإخيضر) والقصر الأبلق و القصر الأبيض..
اما في مجال الفنون فيضفى إصطلاح الفترة الزرقاء ل (بيكاسو) ول (ماتيس) اللون الوردي، والأزرق الصارخ ل(فان كوخ) وطغيان الأبيض على لوحات (كوكان)، كذلك طغيان اللون الأسود على معظم اعمال الفنان (رامبرانت).
ومن الإصطلاحات الشائعة : الحزام الآخضر، دلالة على كثافة التشجير، والحزام الأسود
ايماءة لكثافة التسلح، والحزام الأبيض إشارة للرغبة في السلام..
للالوان تأثير واضح على المزاج، فاللون الأخضر له تاثيره المهدئ، إذ انه يمتص الضوء ولا يعكسه، واللون الآزرق بدرجاته المتعددة يساعد على الإرتياح، ومن ثم التفاؤل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram