كنتُ أنوي منذ الصباح أن أتجنّب الحديث عن أمراض السياسيين وعدوى الخراب التي ينشرونها في البلاد، ولو من باب التغيير أو لنقل لحظة استراحة أكتب فيها موضوعاً خفيفاً ظريفاً، لكنني للأسف وجدت نفسي امتلأت أسىً وأنا أطالع خبرين، أحدهما أمرُّ من الآخر.
فالأول يقول إنّ السيد نعيم عبعوب، وهو أيضاً أحد أبرز وجوه النهضة العراقية الحديثة، يحذّر من المضي في تنفيذ قرار حبسه عاماً، لأنه حرام، فالرجل استطاع بشهور قليلة أن يضع بغداد في مصافّ العواصم الكبرى، وذكّرنا بكبريائنا وهو يسخر من دبي " الزرق ورق " وسنغافورة التي وصفها بـ " الشنهي "، أما نيويورك فدعكم منها ألسنا " نقدِّم النفايات للمواطن ابّلاش ".
إنه بكل اختصار هجوم ممنهج على عقليّات جبّارة استطاعت أن ترتقي بنا في مجالات الإعمار والترفيه والخدمات، ليس هذا فحسب بل إنها عملت بضمير، حتى أنّ البعض يحار وهو يقرأ عن ملفّات الفساد التي " يلوكها " الإعلام ظلماً وبطراً.
الإجابة ستجدونها في الخبر الثاني الذي تفجِّره النائبة " المجتهدة " عواطف النعمة، وفيه تخبرنا أنّها تابعت ما يكتب وينشر عن ملفّات الفساد، ووجدت أنّ :" ما يثار بشأن حملة الفساد زوبعة إعلامية ولاحاجة لمحقّقين دوليين وماشابه ذلك "!
كان بالإمكان أن أتجنّب الحديث عن عبعوب وزميلته عواطف النعمة، لو كانت هذه الأفكار معتقدات شخصية لأصحابها، يتعاطونها في بيوتهم وبين أصدقائهم، لكنها أحاديث نسمعها يومياً ويراد لها أن تستوطن مثل البكتيريا الضارّة في عقول العراقيين.
أتمنّى أن تعذروا العبد الضعيف فقد حاولتُ الابتعاد بكم عن السياسة اليوم، لأُحدّثكم عن ساحر الفن شارلي شابلن بمناسبة مرور مئة عام على اكتشافه شخصيّة " المتشرّد " صاحب الشارب القصير والقبّعة العتيقة. وكنتُ قبل أسابيع أقرأ في كتاب " والدي شارلي شابلن " حيث يخبرنا الابن أنّ والده برغم الثروة الكبيرة التي كان يمتلكها، والشهرة التي تحيط به، لم ينسَ أيّام الفقر التي عاشها في لندن، وظلّ يرفض شراء سيارة ،فهو يفضّل أن يركب التاكسي ليتعرّف على الناس كيف تعيش. ويذكر الابن حادثة طريفة أثناء وجود الزعيم الهندي مهاتما غاندي في لندن ليتفاوض مع الحكومة البريطانيّة من أجل الحصول على الاستقلال، وقد نصح البعض غاندي بأن يلتقي بالممثل شارلي شابلن ليحصل على دعمه. فقال لهم غاندي والحيرة تملأ وجهه : " لكن مَن هو المستر شارلي شابلن هذا؟!".
لكن من هو عبعوب؟
[post-views]
نشر في: 16 ديسمبر, 2017: 05:28 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...