TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لكن من هو عبعوب؟

لكن من هو عبعوب؟

نشر في: 16 ديسمبر, 2017: 05:28 م

كنتُ أنوي منذ الصباح أن أتجنّب الحديث عن أمراض السياسيين وعدوى الخراب التي ينشرونها في البلاد، ولو من باب التغيير أو لنقل لحظة استراحة أكتب فيها موضوعاً خفيفاً ظريفاً، لكنني للأسف وجدت نفسي امتلأت أسىً وأنا أطالع خبرين، أحدهما أمرُّ من الآخر.
فالأول يقول إنّ السيد نعيم عبعوب، وهو أيضاً أحد أبرز وجوه النهضة العراقية الحديثة، يحذّر من المضي في تنفيذ قرار حبسه عاماً، لأنه حرام، فالرجل استطاع بشهور قليلة أن يضع بغداد في مصافّ العواصم الكبرى، وذكّرنا بكبريائنا وهو يسخر من دبي " الزرق ورق " وسنغافورة التي وصفها بـ " الشنهي "، أما نيويورك فدعكم منها ألسنا " نقدِّم النفايات للمواطن ابّلاش ".
إنه بكل اختصار هجوم ممنهج على عقليّات جبّارة استطاعت أن ترتقي بنا في مجالات الإعمار والترفيه والخدمات، ليس هذا فحسب بل إنها عملت بضمير، حتى أنّ البعض يحار وهو يقرأ عن ملفّات الفساد التي " يلوكها " الإعلام ظلماً وبطراً.
الإجابة ستجدونها في الخبر الثاني الذي تفجِّره النائبة " المجتهدة " عواطف النعمة، وفيه تخبرنا أنّها تابعت ما يكتب وينشر عن ملفّات الفساد، ووجدت أنّ :" ما يثار بشأن حملة الفساد زوبعة إعلامية ولاحاجة لمحقّقين دوليين وماشابه ذلك "!
كان بالإمكان أن أتجنّب الحديث عن عبعوب وزميلته عواطف النعمة، لو كانت هذه الأفكار معتقدات شخصية لأصحابها، يتعاطونها في بيوتهم وبين أصدقائهم، لكنها أحاديث نسمعها يومياً ويراد لها أن تستوطن مثل البكتيريا الضارّة في عقول العراقيين.
أتمنّى أن تعذروا العبد الضعيف فقد حاولتُ الابتعاد بكم عن السياسة اليوم، لأُحدّثكم عن ساحر الفن شارلي شابلن بمناسبة مرور مئة عام على اكتشافه شخصيّة " المتشرّد " صاحب الشارب القصير والقبّعة العتيقة. وكنتُ قبل أسابيع أقرأ في كتاب " والدي شارلي شابلن " حيث يخبرنا الابن أنّ والده برغم الثروة الكبيرة التي كان يمتلكها، والشهرة التي تحيط به، لم ينسَ أيّام الفقر التي عاشها في لندن، وظلّ يرفض شراء سيارة ،فهو يفضّل أن يركب التاكسي ليتعرّف على الناس كيف تعيش. ويذكر الابن حادثة طريفة أثناء وجود الزعيم الهندي مهاتما غاندي في لندن ليتفاوض مع الحكومة البريطانيّة من أجل الحصول على الاستقلال، وقد نصح البعض غاندي بأن يلتقي بالممثل شارلي شابلن ليحصل على دعمه. فقال لهم غاندي والحيرة تملأ وجهه : " لكن مَن هو المستر شارلي شابلن هذا؟!".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram