اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مَن منهم سينتحر؟!

مَن منهم سينتحر؟!

نشر في: 15 ديسمبر, 2017: 06:06 م

جميلة وظريفة وممتعة الديمقراطية العراقيّة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطينيّاً حول مَن المسؤول عن هذا الخراب؟ في اليومين الماضيين انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فديو لـ " بريجينسكي العراق " موفق الربيعي، ينصح فيه " كسينجر العصر " إبراهيم الجعفري، بأن يتوب لله ويعترف بأخطائه.. والطريف أنّ بريجينسكي الربيعي يختتم حديثه بتحذير ووعيد " إنْ عدتم عدنا "، فيما كسينجر الأشيقر كان أكثر ديناميكية وهو يجلس وسط مكتبته الأثيرة، ليخبرنا أنّ حبل الكذب قصير، وأنه سبق أن نصح بريجينسكي الربيعي بالتوقف عن الكذب، لأنه من المحرمات،ويقدم لنا كسينجر الأشيقر نصيحة ثمينة، وهي أن نفرّق بين الكذّاب والكاذب.. وقبل أن تسألني عزيزي القارئ ما هي القضية الديمقراطية التي اختلف عليها " جهابذة " العراق..، أُطمئنك المسألة بسيطة جداً، بريجينسكي الربيعي اتهم كسينجر العراق بأنه كان يعيش على المعونات في بريطانيا قبل 2003، والآن ماشاء الله بيوت في دبي ولندن وبيروت، وماذا بعد ياسيدي قال لنا بريجينسكي إنّ صاحبه كسينجر رفض أن يصدر قراراً بمنع التجوال صبيحة يوم تفجير سامراء، مما أدى الى عنف طائفي راح ضحيته الآلاف.
بعد نحو 14 عاماً من الخراب والقتل وملايين المهجّرين ومدن تهدّمت، اكتشفنا أنّ ساستنا الأفاضل يختلفون على مَن هو الكاذب ومن هو الكذّاب أما المسؤولية الجنائية فهذا الامر متروك للقضاء الذي أعتقد انه سيعتبر الأمر مجرد خلاف " بلاغي " بين أصدقاء وأنّ هذه الغمامة ستنتهي بأن نجد تعريفا للكذّاب والكاذب ،ولهذا لا داعي لأن نبحث عن مصادر ثروات هؤلاء الجهابذة الذين هم بالأساس ثروة وطنية، لايمكن مقارنتها بمئات المليارات التي أُهدرت أو نهبت ولا بمئات الآلاف من الذين قُتلوا.
قبل يومين وعلى الصفحة الأولى من معظم صحف أميركا شاهدنا النائب الاميركي دان جونسون الذي أقدم على الانتحار بعد أيام من اتهامه بالتحرّش بامرأة عام 2012.
مع قضية النائب الاميركي المضحكة، تذكّر أيها القارئ عدد ضحايا أحداث العنف التي حصلت في زمن كسينجر الجعفري الذي لم يكلّف نفسه أن يتذكّرها ، فالمسالة بسيطة ماذا يعني أن يموت ألف هنا وآلاف هناك، فهذه البلاد ولّادة.
يخبرنا كسينجر الحقيقي، وليس كسينجر الجعفري أنّ الفرق بين رجل السياسة ورجل الدولة، أنّ رجل السياسة يعمل للانتخابات فقط، بينما رجل الدولة يعمل للوطن.
ولهذا أتمنّى عليكم ألّاتقارنوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ علي حسين بطليموس الجعفري؟! شلون مكتبة من فوك لي جوة كتب واصل طول المكتبة طاخة السقف وعرضها مغطية الجهات الأربعة لحيطان المكتبة شلون شلنفص هل الملعون أكيد كل الكتب عن الأحوط والبحوط وعن كثافة اللحية ونتف شعر الأباط وقمل العانة حرام لو حلال اي فيلسوف

  2. أم رشا

    لو كان المرحوم العلامه مصطفى جواد بيننا لاخبرنا الفرق بين الكاذب والكذاب وشخصيا أعتقد لافرق القضيه كلها ان الحرامية اتفقوا على البوگه ولكن اختلفوا على القسمه والآن واحدهم يفضح الآخر مع احترامي

  3. الشمري فاروق

    المرحوم (دان جونسون ) عنده كرامه...يفتقد لها كل سياسيينا...اماسياسيونا فلا كرامة لهم... وهذا هو الفارق!!!

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram