adnan.h@almadapaper.net
الأربعاء الماضي نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً عن سجون مصرية أصبحت بؤراً لتجنيد عناصر الإرهاب، وبخاصة داعش، أتمنى أن يقرأه جيداً المسؤولون الحكوميون والقيادات السياسية والأمنية في العراق، فله بعدٌ عراقيّ مباشر.
التقرير أورد مثالاً هو حالة الشاب المصري/ الآيرلندي، إبراهيم حلاوة، الذي أمضى 4 سنوات خلف القضبان في مصر ليدلي بشهادة مفادها أنّ داعش يعمل على استقطاب نزلاء في السجون المصرية إلى صفوفه.
حلاوة البالغ من العمر 21 سنة، قال إنه شهد بنفسه تحوُّل عشرات السجناء إلى تبنّي أفكار متطرّفة، موضّحاً أنّ عناصر التنظيم يركّزون اهتمامهم على المعتقلين والسجناء الذين تعرّضوا لانتهاكات من جانب قوات الأمن.
وبحسب التقرير فإنّ حلاوة اعتُقِل في العام 2013 أثناء مشاركته في تظاهرة دعماً للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، وأُسنِدت إليه تهمٌ تتعلق بالإرهاب، وتنقّلَ بين عدد من مراكز التوقيف والسجون في مصر. ونسب التقرير إليه القول إنه في البدء لم يكن أحد قد سمع عن داعش، إلا أنه عندما شارف على مغادرة السجن، كان قرابة 20 في المئة من السجناء يدعمون فكر التنظيم الإرهابي صراحة، وفسّرَ ذلك بقوله إنّ"الكثير من الذين سُجنوا لسنوات من دون أيّ تفسير، يريدون الانتقام".
هذا أمر لابدّ من توقّعه، فمَنْ يتعرّض إلى العسف والظلم ولا يُنصف، تسيطر عليه في الغالب فكرة الانتقام مِمّنْ ظلموه.
البعد العراقي لهذا التقرير يتمثّل في واقع أنّ السجون والمعتقلات العراقية تضجّ بالمعتقلين والسجناء المتّهمين بالإرهاب، وعدد غير قليل منهم قد جرى اعتقاله عشوائيّاً وظلماً وعدواناً، وتعرّض كثيرون إلى المعاملة القاسية، بما فيها التعذيب الوحشي، جسديّاً ونفسيّاً.
كثير من الإرهابيين الذين قُتلوا أو اعتُقلوا أو برزوا في قيادة التنظيمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، ومنهم زعيم داعش، البغدادي، تبيّن أنهم كانوا قد أمضوا فترات متفاوتة في معتقلات قوات التحالف قبل انسحابها في 2011، أو في المعتقلات العراقية.
الآن وقد أنهينا فصلاً مهمّاً من فضول مواجهة الإرهاب، هو فصل الاحتلال الداعشي للأراضي والمدن العراقية، يتعيّن أن تُراجَعَ سياسة الاعتقالات مراجعة جديّة، بما يضمن الحدّ من الخطأ في اعتقال المشتبهين، والتوقُّف عن الممارسات العنفية داخل السجون والمعتقلات حتى لا تتخرج منها أعداد غفيرة من أمثال المصري/ الآيرلندي إبراهيم حلاوة، وحتى لا تظلّ منظمات الإرهاب تُعيد إنتاج نفسها في بلادنا التي لم تَعُدْ تتحمّل المزيد من العنف والدمار. ويسبق هذا في الأهمية أن يُرفع في الحال الظلم الواقع في حقّ سجناء ومعتقلين أبرياء مما هم متّهمون به.
جميع التعليقات 1
بغداد
استاذ عدنان حسين لماذا اغلقت جميع السجون في هولندا ولا يوجد عندهم سجناء اعتقد رح يحولوها الى كافتريات ومطاعم ؟! عندما يتمشى ملك هولندا وحده في الشارع بدون حماية وعندما يذهب رئيس الوزراء الهولندي الى عمله بالدارجة الهوائية ( البايسكل) بدون حماية وميليشيات