TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > الغنائم رواية عن حرب العراق 2003

الغنائم رواية عن حرب العراق 2003

نشر في: 12 ديسمبر, 2017: 09:01 م

صدرت هذا العام رواية بعنوان (الغنائم ) للكاتب برايان فان ريت تتحدث عن حرب العراق في عام 2003 ويعتقد الروائي مارسيل ثيوراكيس (روائي انكليزي) في مقال كتبه في صحيفة الغارديان عن هذه الرواية وهي باكورة أعمال الكاتب برايان فان ريت إن الفصول الاولى لها هي

صدرت هذا العام رواية بعنوان (الغنائم ) للكاتب برايان فان ريت تتحدث عن حرب العراق في عام 2003 ويعتقد الروائي مارسيل ثيوراكيس (روائي انكليزي) في مقال كتبه في صحيفة الغارديان عن هذه الرواية وهي باكورة أعمال الكاتب برايان فان ريت إن الفصول الاولى لها هي واحدة من أفضل الفصول الافتتاحية التي سبق وان قرأها . أحداث الرواية تدور في العراق عام، 2003، وتبدأ أولى أحداثها في عربة همفي تحمل ثلاثة جنود أميركيين حينما تتعرض لهجوم مباغت. يصنع الكاتب من هذا الحدث مشهداً جديداً و طازجاً من خلال قوة إسلوبه وعودته المستمرة نحو التفاصيل غير المتوقعة والمكثفة. المشهد يحدث أثناء الليل، وسط هطول المطر. وداخل عربة الهمفي كان المشهد "ساخناً و لزجاً كغرفة نزع الملابس". نتعرف على بطلة الرواية وهي، الجندية ويغيرد.

نقاط القوة في هذه الرواية الممتازة تظهر كلها في هذه الصفحات القليلة(الصفحات الخمسة عشر الأولى من الرواية ) :حيث تمتاز بالملاحظة الحية، والتعرف على الفروق الدقيقة بين شخصياتها، والألفة العميقة التي تكونت عندهم و مع مرور الزمن مع العمليات القتالية . صنعت هذه الرواية من كاساندرا ويغيرد البالغة من العمر 19 عاماً، والمنحدرة من عائلة من الفقراء البيض في أمريكا، بطلة ضعيفة و متحمسة للقتال في ذات الوقت ، مستاءة من الحماية التي يحرص قائد كتيبتها القتالية أن يقدمها لها ، ومتناغمة للغاية مع نقاط ضعفه. وهي تشعر بالقلق من أن صورة العائلة التي ألصقها على لوحة القيادة في شاحنته العسكرية - "تذكره باستمرار بهم" - وسوف تضعف من شجاعته.
مؤلف الرواية فان ريت، هو جندي سابق منح وسام تقدير لانجازاته في صنف الدبابات الذي إلتحق به في العراق،وهو يعرف هذا العالم بوضوح. فمحتويات الوجبات الجاهزة للأكل، وما يبذله الجندي من جهد من أجل الحفاظ على الأسلحة خالية من ذرات الرمال، والآلام الحادة الناجمة عن شظايا الانفجارات، والأعمال الفظيعة التي ترتكب لاجل الحفاظ على الانضباط بين أفراد الجيش الذين لم يغادروا بعد سن المراهقة – يستحضرها جميعا في الرواية بدقة وباسلوب شاعري
عندما يتم القبض على ويغيرد ورفيقيها في السلاح من قبل ميليشيات متطرّفة – يصبحان من الغنائم وهو ما يشير إليه عنوان الرواية – ويصف الكاتب مأزقهم بالتفصيل. وعلى الرغم من أن ويغيرد تعاني من كابوس الأسر في زنزانة لا يدخلها الضوء وإمكانية تنفيذ حكم الاعدام الوشيك بحقها، إلا أن علاقاتها مع خاطفيها تظل تعبر عن خفة دمها على نحو ما. جنبا إلى جنب مع القسوة الرهيبة، هناك الرقة، والاشمئزاز الكوميدي تقريبا عندما يصل موعد دورتها الشهرية . ".
لا يتردد كاتب الرواية من انتقاد وحشية الغزو وعدم كفاءته، ولكن طموحه لا يتوقف عند عرضه للتجربة التي خاضتها الولايات المتحدة فقط . فالقصة تعطينا ثلاث وجهات نظر:حالة ويغيرد، التي تروى عن طريق شخص ثالث، ونتعرف من خلاله على الفظائع التي رافقت عملية أسرها. وكل هذا بالتناوب مع قصة جندي يدعى سليد والذي يشارك في الجهود لإنقاذ الجنود الأسرى، وأبو الهول، أحد قادة المنظمة التي تحتجزهم.
أبو الهول هو رجل مصري في منتصف العمر بدأ حياته المهنية مع المتمردين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الجيش السوفياتي في أفغانستان.و من خلفية الثراء النسبي - يتذكر العطلات الأسرية إلى أوروبا - يشعر بالقلق بشكل متزايد من اتجاه الميليشيات التي ينتمي اليها . والتي تعمل تحت قيادة الدكتور وليد، الذي يطمح لإعلان قيام دولة إسلامية ، باستخدام ذات الآلية المروعة لعمليات الإعدام المصورة. وتسمح قصة أبو الهول لفان ريت بتوسيع نطاق الكتاب، وإضفاء بعض الطابع الإنساني على الإسلاميين، والتفكير في أصول حركتهم.
ومن الطبيعي إن المؤلف يشعر بالمسؤولية الفكرية عندما يتجاوز العالم الذي يعرفه ليعطينا منظورا أكبر للحرب، ولكن شخصية ابو الهول تحصل على بعض التعاطف من المؤلف وهناك مساومة أكثر وضوحا حول هذا الجزء من الكتاب. تتطلب حبكة الرواية تغييراً في جوهرها الذي لا يقنع تماما، ويبدو السرد الذاتي الذي يتحدث بوعي في بعض الأحيان وكأنه ينتمي الى رواية مختلفة
لكن شخصيات الرواية الأخرى طبيعية ومقنعة تماما.فالجندي سليد، ، يشاطرنا تجاربه في القتال ضمن سلاح الدبابات وحين يأتي ذكر دبابة أبرامز M1، يصفها المؤلف بالقول "كان يقودها مثل كاديلاك قديمة،أو واحدة من تلك القوارب الكبيرة التي اشتهرت في السبعينيات". لكنه يحذر من محاولة عبور الخنادق بواسطتها . "الدبابة طويلة جدا، وسوف تتأرجح أسفل المنحدر إذا كانا جانبيها حادين بما فيه الكفاية وستتعثر في الجزء السفلي مثل قطعة من العشب". شخصية سليد ليست مهمة في حبكة الرواية ، ولكن وجودها مهم لأسباب أخرى. كان يحدث رفاقه عن الغنائم المادية التي سيحصلون عليها حينما يقومون بغزوة ليلية على أحدى قصور صدام المدمرة. هذا العرض، مثل العديد من أفضل اجزاء الرواية ، يتم تقديمه بشكل واضح جدا ويشعر القارئ كما لو انه يشاهده من خلال شاشة تلفزيون .
ويختم الروائي مارسيل ثيوراكيس مقالته بالقول : من قبيل المصادفة، قرأت رواية الغنائم في نفس الوقت الذي كنت أقرأ فيه ترجمة جديدة لرواية فتيان الزنك، للكاتبة سفيتلانا الكسيفيتش عن تاريخ الاحتلال السوفياتي لأفغانستان – وهو أول صراع يشارك فيه أبو الهول أحد أبطال الرواية. الروايتان لهما طاقة مقنعة مماثلة، ناجمة عن التفاصيل التي تم استخراجها بشق الأنفس من حياة الناس الذين عاشوا في ظروف استثنائية. وفي كلتيهما يتحدث شهود يتصفون بتركيزهم ومعرفتهم الواسعة بقضايا الشجاعة والرعب والعنف والقسوة والسخط. فمن الغريب والمثبط إلى حد ما العثور على الكثير من أوجه التشابه بينهما. قد لا يكون من الجديد القول أن الحرب هي مثل جهنم، ولكن النسيان المزمن لدينا لهذه الحقيقة يجعل رواية الغنائم تستحق ليس فقط الاشادة بها ولكن الالتفات الى ضرورتها.
 عن: الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram