طلبت مجلة Wired الأميركية من أربعة رسامي كاريكاتير بارزين أن يرسموا كاتب هذه المقالة، بين أوستن، المتعلقة بتمييز الوجوه من الناحيتين الفنية والعلمية. ونشرت المجلة رسومهم الأربعة مع المقالة، التي نوجزها أدناه ومعها كاريكاتيرا الفنانين جيسون سيلَر وغلي
طلبت مجلة Wired الأميركية من أربعة رسامي كاريكاتير بارزين أن يرسموا كاتب هذه المقالة، بين أوستن، المتعلقة بتمييز الوجوه من الناحيتين الفنية والعلمية. ونشرت المجلة رسومهم الأربعة مع المقالة، التي نوجزها أدناه ومعها كاريكاتيرا الفنانين جيسون سيلَر وغلين فيرغَسون فقط، إلى جنب صورة الكاتب التي اعتمد عليها كلٌّ منهما في رسمه.
يمكن القول، يقول أوستن، إن دماغنا عبارة عن آلات سريعة البديهة على نحوٍ لا يُصدَّق، وإن من الصعب التفكير بأيّ شيء تفعله بصورة أكثر فعالية من تمييز الوجوه. فبعد ساعات فقط من الولادة، تكون عينا الطفل المولود منجذبتين إلى النماذج الشبيهة بالوجه. ويعرف دماغ الإنسان الراشد أنه يرى وجهاً ضمن 100 جزء من الثانية، ويأخذ أكثر من ثانية فقط ليدرك أن صورتين مختلفتين لوجه تعودان للشخص نفسه. ويعتقد علماء الأعصاب الآن بأنه يمكن أن تكون هناك منطقة معينة من الدماغ مكرسة لتمييز الوجوه. ويمكن القول إن توضيح موهبتنا الأكثر حيويةً للتمييز هو سحر الكاريكاتير ــ حقيقة أن أقل رسم تمهيدي لوجه مألوف، حتى لو كان خطاً مفرداً مخطوطاً في ثانيتين، يمكن أن تتعرف عليه أدمغتنا في لحظة. وغالباً ما يقال إن الكاريكاتير الجيد أشبه بالشخص من الشخص نفسه. وهذا المفهوم يدعمه البحث، في الواقع. بل هناك في حقل علم البصر تعبير لهذه المفارقة الظاهرية ــ تأثير الكاريكاتير ــ عبارة تلمّح إلى كيف أن أدمغتنا تسيء إدراك الوجوه بقدر ما تدركها بشكل صحيح.
والوجوه البشرية تُنشَأ جميعاً على النحو نفسه: عينان فوق أنف يكون فوق فم، وهي ملامح تتغير من شخص إلى آخر عموماً بالملمترات لا غير. وعليه فإن ما تبحث عنه أدمغتنا، وفقاً لعلماء البصر، هو المعالم الناتئة ــ تلك الميزات التي تنحرف أكثر عن الوجه المثالي الذي نحمله على رؤوسنا، أو المتوسط الجاري لكل طلعة نراها على الإطلاق. ونحن نشفّر كل وجه جديد نصادفه لا بتعابير مطلقة بل بالطرق المتعددة التي يختلف بها مَعلمياً عن المتوسط. بتعبير آخر، لتحديد ما يدعوه علماء البصر بمشكلة التجانس، فإننا نركّز على ما هو أهم بالنسبة للتمييز ونتجاهل إلى حد كبير ما هو ليس بذلك. فيثبت إدراكنا على الأنف المعقوف، أو العيون الغائرة، أو الخدود السمينة. وهكذا، فإننا نحدد الناس ونتذكرهم على نحوٍ أفضل بتحويلهم إلى كاريكاتيرات.
ويعتقد بوان سنها، مدير مختبر سنها لبحوث البصر، بأن الكاريكاتير هو المفتاح إلى بصر كومبيوتري أفضل. وسوف يقوم مختبر سنها في هذا العام بتحليل مئات الكاريكاتيرات للعشرات من مختلف الفنانين، من أجل عزل القياسات الوجهية التي تُعد أكثر أهميةً للتمييز. ويبيّن هذا الرسم المختبري بعض القياسات التي تُعد بالآلاف والتي يمكن أن تبرهن على ما هو حاسم من سمات الوجه مثل المسافة من البؤبؤ إلى البؤبؤ، ومن الشفة السفلى إلى الذقن، أو مساحة الجبين، وغيرها من معالم الوجه الأساسية.
عن / Wired