ندعو دائماً بكتاباتنا في الصحف اليومية والبرامج الرياضية ومن موقع الحرص والتجديد على ضرورة الاستفادة من الكفاءات العراقية المغتربة في أوربا بميدان الرياضة وبصورة خاصة اللاعبين الذين غادرونا الى هناك وتمكنوا من تطوير أنفسهم وقدراتهم مع الأندية ومراكز التدريب، ومن الطبيعي أن يفكر هؤلاء خاصة وانهم من ابناء هذا الشعب أولاً وأخيراً، وإن كانت تجربتهم في الغربة لم تكن بمحض إرادتهم في العودة الى ربوع الوطن والعمل بميدانهم الرياضي الرحب، وقد نجح البعض منهم في تأسيس قاعدة رياضية مزدانة بخبرة واضحة وظّفت خير توظيف بعد أن تمّت تهيئة الظرف المناسب لعملهم في اعقاب عودتهم الى الوطن بدعوة وجّهت لهم عام 2012 تحت عنوان (مؤتمر المغتربين الرياضيين)، في الوقت الذي وجد البعض الآخر أن الفرصة لم تحن بعد لعودتهم واستقرارهم أمنياً ووظيفياً، وربما كان لثقل الروتين المملّ أثره في ذلك، فقرروا العودة الى المهجر ومراقبة الأوضاع من هناك بتواصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط .
المؤلم في الأمر هو تصريحات بعضهم للإعلام وكانت صادمة في الغالب بطابع الدلال من جانب والإحباط من الآخر، وهنا لا اقصد مدربي وخبراء الكرة فقط، حيث اشترط أحدهم مدرسة بمواصفات هولندية وطالب الآخر بأكاديميات سويدية وكأنه لم يألف العراق ولم يعش فيه يوماً في سالف العصر والأوان، واختصر آخرون الوضع بلمسات احباط مبهمة تدّعي أن الساحة العراقية لا تستوعب خبرتهم بسبب البون الشاسع مع الغرب، قد نتفق على البون الشاسع طبعاً، ولكن ما لا نتفق عليه هو دورهم في اختصار المسافة وإلا ما فائدة حضورهم الى هنا لأن الساحة تستوعب من يعمل وليس من يغرد في التنظير فقط!
جلست مع أحدهم في محاضرة مع ناشئي الكرة في السماوة وخرجت بانطباع بائس للغاية حالي كحال الصبية المستمعين، فعلى مدار ساعة ونصف لم يحدثهم الخبير سوى عن التجهيزات والرعاية للأطفال في السويد، وكأنه يحثهم على الهجرة الى هناك متناسياً أن المقارنة في مثل هذه الأوضاع غير منطقية ومثل هؤلاء فشلوا في العمل بسرعة مع الأندية والمراكز التخصصية أيضاً، وقد افرزت البطولات المحلية وحتى دوري الكرة أيضاً. إن امثال هؤلاء المتذمّرين لا يصلحون لأيّ شيء هنا أو في السويد وحتى في الخليج أيضاً، فتعليل أحدهم اسباب انسحابه واستقالته من الفريق لعدم توفير معسكر عاجل أو خلاف مع رابطة المشجعين واعتراض الهيئة الإدارية على اسلوب إدارته، هي برمّتها أسباب ومشاكل عمل يومية في جميع أندية العالم، وليس العراق فقط، ومن غير الممكن أن تكون سبباً للانسحاب والهزيمة حيث مهما اجتهد الباحثون في العالم لن يجدوا مهمة عملية صعبة تحت الطلب والمزاج والمناخ حتى لو كان العمل في جزر هاواي، فما بالك بالمهام التدريبية مع الأندية وسط ظروف صعبة وأمزجة معقّدة وطلبات اكثر تعقيداً؟!
نعم نحن بحاجة الى جميع الخبرات والكفاءات المغتربة نريدها في ميدان العمل والتطوير واثبات الذات في الساحة وليس على صفحات التواصل!
المغتربون.. عودة للنجاح!
[post-views]
نشر في: 10 ديسمبر, 2017: 09:01 م