ترامب أراد معاقبة عباس بقرار نقل السفارة
ما زال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية في اسرائيل إلى القدس يهيمن على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الجمعة للشأن العربي والشرق أوسطي.
البداية من صحيفة التايمز وتحليل لريتشارد سبنسر، مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط، بعنوان "الرئيس قد يكون أساء فهم صديقه السعودي". ويقول سبنسر إنه باعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل، "كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعاقب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرفضه مقترح البيت الأبيض للسلام في المنطقة". ويقول سبنسر إنه على مدى 20 عاما، أرجأ الرؤساء الأميركيون قرار نقل السفارة الأميركية للقدس على أمل تحقيق للسلام ولكنه لم يتحقق. وقال ترامب "سيكون من الحماقة افتراض أن تكرار الصيغة ذاتها سيؤدي إلى نتائج مختلفة". ويقول سبنسر إن المقترحات التي وضعها في الخريف الحالي جاريد كوشنر، زوج ابنة ترامب، كانت مختلفة بالفعل. ويرى سبنسر إن ترامب كان محقا أيضاً في قول إن إدارته ستلقى الاستقبال ذاته الذي لقيته الإدارات السابقة: رفض طرف من الأطراف وفي هذه الحالة الطرف المعني هو الطرف الفلسطيني. ويقول سبنسر إن "المقترح الذي وضعه كوشنر يمنح الفلسطينيين دولة، ولكنها أكثر محدودية من أي مقترح سابق". ووفقا للمقترح، لن يتم هدم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ولن يكون هناك حق للعودة، مهما كانت رمزيته، لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط.. وأضاف سبنسر إن "كوشنر وفريقه عملوا بسرعة لوضع هذه الخطة. وبدلاً من بناء التأييد لهذه الخطة على مهل، بدا أن كوشنر أراد ترويجها عن طريق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، الحليف الرئيس لترامب في المنطقة. ووردت تقارير عن أن ولي العهد السعودي أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الخطة، ولكن الذي لم يتضح هو مدى اقتناع ولي العهد السعودي نفسه بالخطة. ويقول سبنسر إنه في تشرين الثاني "استدعي عباس إلى الرياض، ومورست عليه الضغوط، ولكن لم يتضح إذا كان الأمر لقبول الخطة أو لاعتبارها نقطة بداية. ولكن ما كان واضحا للغاية هو رفض عباس التام للخطة". ويقول سبنسر إن الولايات المتحدة اعتقدت أن "ولي السعودي سيكون غاضباً من عباس بمقدار غضب الإدارة الأميركية، وبالتالي سيرى في نقل السفارة الأميركية للقدس عقاباً ملائماً".
إعلان ترامب ينذر باندلاع أعمال عنف كبيرة
سلّطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على تداعيات قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وقالت إن الحركات الإسلامية حول العالم ترى هذا الاعتراف بأنه دعوة للجوء إلى السلاح.
ونقلت الصحيفة عن المحللة فى جامعة أوكسفورد إليزابيث كيندال قولها فى تغريدة على موقع تويتر للتدوين القصير قولها "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمثل فرصة للجهاد".
وكانت وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش الإرهابي نشرت صورا ساخرة لترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو موجهة إليهما اللوم على تدمير الموقع الإسلامي المقدس.
بينما تحركت القاعدة بسرعة للاستفادة من الغضب الحالي بنشر بيان يهدف إلى حشد التأييدـ، جاء فيه "القدس ليست من ممتلكات ترامب للتخلي عنها لصالح اليهود". كما طالبت حركة الشباب في شرقي افريقيا "جميع المسلمين برفع الأسلحة والدفاع عن المسجد الاقصى المبارك من المحتلين الصهيونيين الذين تدعمهم أميركا لأن ما استولى عليه بالقوة لا يمكن استعادته إلا بالقوة". وصدرت تصريحات مماثلة في العديد من وسائل الإعلام التابعة لطالبان في أفغانستان.
في الوقت الذي كتبت فيه صحيفة الأخبار اللبنانية الصديقة لحزب الله عنوانها الرئيس "الموت لأميركا" في صفحتها الاولى أمس الخميس.
وكانت عدة وزارات خارجية غربية من بينها بريطانيا والولايات المتحدة أصدرت تحذيرات سفر إلى الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن بلاده ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذه الخطوة، التى تهدف إلى إرضاء قاعدة ناخبي ترامب الداخلية والتي يهيمن عليها اليمينيون، قد استقطبت قلقاً واحتجاجاً غاضباً فى بقية العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق كان من بين أكثر الحلفاء توبيخاً لترامب إذ وصف قراره بالـ"متهور" محذراً من أن "ترامب يجب أن يتراجع عن هذا القرار من اجل وقف التصعيد الخطير الذي يؤدي إلى التطرف ويخلق جواً يساعد الإرهاب".