كلما مررت بأسواق الهرج والمرج في بعض شوارع مدينة تاريخية إسمها بغداد. وتكليف سيدة بإدارة دفة سفينتها المتخمة بالرواد الأوائل في شتى صنوف المعرفة،، طفا على أديم الذاكرة مثل قديم يذكر :: (اربعون رجلا ينصبون خيمة، وإمرآة واحدة تبني بيتا).. هكذا استقبلنا بفرح طاغ نبأ تعيين سيدة لتولي منصب أمانة العاصمة.. قلنا : سيكون لبغداد شأن آخر،، سيما والموقع الألكتروني للأمانة لا يخلو من إيجابيات كثيرة من بينها تخصيص أرقام هواتف ساخنة وعادية — منشورة — للإبلاغ وتلقي شكاوى المواطنين المتضررين من سوء الخدمات، أو الذين لهم غيرة على جماليات العاصمة وتعميد الرأي بالإقتراحات.
لو ضربنا صفحاً، وأهملنا الحديث عن شوارع وازقة العاصمة القديمة. كالفضل وقنبر علي، والشواكة والجعيفر و،،وغيرها كثير. واغمضنا عيوننا عن الإهمال الفاضح في ترميم ما تهدم، وتقويم ما إعوج في قطاعات كثيرة مكتظة، ك-جميلة والشعب والرشاد، والبياع والشعلة وغيرها،، وجئنا للمدن الجديدة التي شيدت في سنوات الستينيات، كمدينة اليرموك والضباط،كذلك الآمر في شوارع المنصور. لفوجئنا بذات الإهمال والتجاهل سواء من ناحية الأسلاك الكهربائية المدلاة من الآعمدة، وتخسف الشوارع وتصدع الأرصفة، والتجاوزات عليها وإكتظاظها بعربات بيع الأطعمة والبسطيات، لفوجئنا بمشاهد لا نلمحها إلا في الدول المتخلفة إقتصاديا وإجتماعيا وحضاريا … أمانة العاصمة، هي الجهة الحكومية الرسمية المسؤولة عن توضيب جماليات بغداد.
أدري.. يقينا أدري - إن مهمة ادارة مهام مدينة مترامية الأطراف كبغداد ليست بالمهمة السهلة أو اليسيرة قط،،سيما والوعي الحضاري لدى السكان ليس نموذجيا ولا مثاليا، ولكن نشر أرقام لهواتف الخطوط الساخنة كمحاولة للإستماع لشكاوى المواطنين يبقى حلاً ترقيعيا دون عمل فوري، جاد وفاعل وعلى مدار الساعة..
إليها، مع خالص التحية.
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2017: 09:01 م